الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المطوَّبة مريم وأليصابات والشركة الحُبيَّة
«فقامت مريم .. وذهبت بسرعة.. ودخلت بيت زكريا وسلَّمَت على أليصابات» ( لوقا 1: 39 ، 40)
إن العلاقة بين مريم وأليصابات تتجاوز علاقة ”النَسَب“ الجسدية التي جمعتهما. فإنهما معًا، وبصدق، يُمثلان نموذجًا للأُمناء في أزمنة الفشل والخراب الروحي. والواقع فإن الحالة الروحية والأدبية لشعب الله، قبيل مجيء الرب الأول إلى العالم، كانت متردّية للغاية، مثلما هي الحالة اليوم تمامًا، قُبيل مجيئه الثاني الوشيك. ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد ( أع 14: 17 ). 

وفي سفر ملاخي كانت حالة الشعـب الذين رجعوا من السبي إلى أورشليم منحطة للغاية، وحتى الكهنة احتقروا اسم الرب، وأقوالهم اشتدَّت عليه، وفقدوا الشعور بمحبته وقداسته، ووسط هذا الفشل العام تظهر بقية أمينة يُقال عنها: «حينئذٍ كلَّمَ مُتَّقو الرَّب كلُّ واحد قريبَهُ، والرب أصغَى وسمعَ، وكُتبَ أمامَهُ سفـرُ تَذكرَة للذين اتَّقوا الرَّب وللمُفكِّرين في اسمـهِ» ( ملا 3: 16 ).  وقد استمرَّت هذه البقية حتى مجيء المسيح بالجسد.  فإن هناك قائمة مُعلَنة في كلمة الله، وبالأخص في لوقا1، 2 ضمَّت 7 شخصيات أمينة لله في مشهـد التردِّي والضعف.  وهم: يوسف ومريم، زكريا وأليصابات، يوحنا المعمدان، وسمعان البار وحنَّة النبية بنت فنوئيل. 

فيا لها من شركة حُبيَّة جمعت هاتين الأُختين، تجاوَزت علاقات القُربى لِما هو أعمق: علاقة المركز الصحيح (شعب الله)، والحالة الروحية الصحيحة (التقوى والأمانة)!  لقد جمعهما إيمان مشترك ربطهما بالله قدوس إسرائيل.  كما أنهما آمنتا بأن يكون لهما ولد بطريقة معجزية، كل على قياس حالتها: أليصابات بعد تقدُّم عمرها، والمطوَّبة مريم دون زرع بشر من الأساس، بولادة عذراوية فريدة.  ونرى في هذا تشجيعًا وتعليمًا؛ التشجيع هو أنه في كل عصر وجيل يُمكننا أن نجد من الأحباء مَن نسعد برفقتهم، والشركة الحُبيَّة معهم، على أساس روحي متين، وبتوافق فكري تَقَوي يُحب الرب، وبالأخص عندما تتشابه الظروف والأحداث.  أما التعليم فهو أهمية وضرورة اعتبار دائرة الشركة التي يجب أن نتحرَّك فيها؛ عبادة وخدمة وكل شيء، وكيف يجب أن تكون دائرة تَقَوية وصحيحة نتبع فيها الرب يسوع مع الذين يدعونَهُ من قلبٍ نقي.  إن كلاً منهما كانت بركة للأخرى طوال هذه الفترة ولا شك، والتي امتدت لثلاثة أشهر كاملة.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net