الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قدَّم نفسَهُ
«الذي بروحٍ أزلي قدَّم نفسَهُ لله بلا عيب» ( عبرانيين 9: 14 )
ليس هناك ما يستحق الاهتمام العميق أكثر من ”الحالة“ أو ”الصفة“ التي قدَّم فيها الرب يسوع المسيح نفسه باختياره ورضاه في طاعة عميقة لله، لكي يتمجَّد الله في موته تمجيدًا كاملاً. ومن كل وجه كان صامتًا في ألمه، وكان صمته نتيجة للتصميم الحاسم والكامل على بذل نفسه في كمال الطاعة لأجل مجد الله. وقد أكمل ـ تبارك اسمه ـ هذه الخدمة إلى التمام، حتى إن الآب وجد مسرَّته العظمى، كما وجد راحته التامة، في محبة المسيح القوية من نحونا.

هذا الإخلاص العميق لمجد الله الآب تبرهـن في أمرين: في حياته كالإنسان الفائق الكمال، وفي موته كالمُحْرَقَة الفائقة الاعتبار والقبول. كالإنسان الكامل كانت نبضات حياته كلها إخلاصُا مُطلقًا لله أبيه. لقد امتُحنت حياته بكل تجربة حتى الموت، وقد تزكَّى إخلاصه لمجد الله إلى درجة الكمال. وفي موته كانت صفة المُحْرَقَة في ذبيحته تَنطق بكمال طاعته ورغبته الشديدة في صُنع مشيئة الله بكل سرور.

فحياة الخدمة كانت لمجد الله، وبذل هذه الحياة كان أيضًا لمجد الله. والذي عاش الحياة العاملة الكاملة هو الذي قدَّم هذه الحياة قربانًا ومُحْرَقَة لله. وفي عالم تفشَّت فيه الخطية، والخطية فيها كل الإهانة لمجد الله، قدَّم المسيح نفسه لإتمام مشيئة الله، ولأجل مجد الله.

ولقد كان الرمز قديمًا يستلزم أن يكون مُقدِّم الذبيحة مُتميِّزًا عن الذبيحة ذاتها، لكن المسيح كان كليهما معًا. أَ لم يكن مُقدِّم الذبيحة يضع يديه على رأس الذبيحة كناية ورمزًا إلى اتحاده بها؟ وهو الأمر الذي يحدِّثنا عن المسيح الذي بنفسه قدَّم نفسه ذبيحة وقربانًا لله بلا عيب.

في الرمز قديمًا كان ينبغي أن تكون الذبيحة بلا عيب، والمسيح كان هو ”الحَمَل الذي بلا عيبٍ ولا دنسٍ“. وكان مقدِّم الذبيحة يذبحها «أمام الرب» ( لا 1: 3 )، وقد تحقَّق وجه الشبَه في المسيح تمامًا لأنه «قدَّم نفسَهُ لله» و«بذلَ نفسَهُ (حياته)»، وقد وضع هذه الحياة بنفسه ولم يأخذها أحد منه، وقد وضعها أمام الرب. والإنسان لم يرَ في صليب المسيح سوى حكم الإنسان وسلطة قيافا وقوة العالم، لكن الذي قدَّم نفسه إنما قدَّمها لله وقدَّمها أمام الله.

ما كنتَ أنتَ المذنبَ بل كنا نحن المذنبينْ
لكن تحملتَ القِصاصْ عن الخطاةِ الآثمينْ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net