الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 مايو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رسالة خطيرة
«إن أرض سدوم تكون لها حالة أكثر احتمالاً يوم الديـن ممَّا لكِ» ( متى 11: 24 )
ميَّز الله إسرائيل في العهد القديم بأن أعطاهم الناموس، شريعته. وكان هذا امتيازًا عظيمًا لهم، لكن في الوقت نفسه كان كسر ناموس الله كارثة كبرى. لكن الله ميَّزنا نحن اليوم بامتيازات أعظم. فهو لم يُعطنا ناموسًا مكتوبًا على لوحـي حجر، بل أرسل إلينا ابنه الوحيد، وبذلَهُ لأجلنا على الصليب، وبعد قيامة المسيح وصعوده إلى السماء، أرسل الروح القدس لكي يشهد بكمال عمل الكفارة، وبأن ”كل من يدعـو باسم الرب يَخلُص“ ( رو 10: 13 ). ولكن كلَّما عَظُم الامتياز، كلَّمـا تضاعفـت مسؤولية رفض هذا الخلاص. في هذا قال كاتب العبرانيين: «مَن خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة، يموت بدون رأفة» ثم أردَف قائلاً: «فكم عقابًا أشرّ تظنون أنه يُحسَب مُستحقًا مَن دَاس ابن الله، وحسب دم العهد ... دَنسًا، وازدرى بروح النعمة» ( عب 10: 29 ).

لا عجب إذًا أن قال المسيح عن المدن التي صنع فيها معظم قوَّاته ولم تَـتُـب، إن سدوم وعمورة يكون لهما حالة أكثر احتمالاً يوم الدين مما لهذه المدن. ويوم الدين المُشار إليه هنا هو يوم الوقوف أمام العرش العظيم الأبيض بحسب رؤيا 20: 11-15. وإذا كانت مسؤولية مدن إسرائيل كبيرة في يوم القضاء، فكيف يكون حال البلاد المسيحية؟ وماذا ستكون مسؤولية الذين تلَّقوا تعاليم الإنجيل، منذ حداثتهم، ولم يقبلوها؟ ومن كل الأشقياء الذين سيُطرَحـون إلى الظلمة الخارجية، سيكون العذاب الأشد هو لمَن قُدِّمت له الدعـوة تلو الدعـوة، من أقربائه وأصدقائه، ومن خدام الرب، وبواسطة القنوات الفضائية والفرص الكرازية، والعديد من الوسائل الأخرى، ولم يَستجب لها.

وفي ضوء كلام المسيح في هذا الأصحاح العظيم (متى 11) يمكننا أن نصل إلى هذا الاستنتاج الخطير: أن الذين سمعوا حق الإنجيل ورسالة النعمة وقبلوها، لهم امتيازات أعظم من أعظم قديسي العهد القديم (قارن ع11)، وأما مَن لم يقبلها، فإن ذنبه هو أعظم من أشرّ أشرار العهد القديم (ع24)! ويا لها من رسالة خطيرة!

عزيزي القارئ، أُناشدك بأن تُسرع وتقبل المسيح، فليس من عذاب أشد من أن تَذكُـر، بطول الأبدية التي لا طول لها، بأنك مُبعَد عن الله، لأنك احتقرت محبة المسيح في زمن طول أناته، ولأنك فَضَّلت على دعوته المجيدة، المجد البشري الباطل، وأفراح هذا الدهر الوهمية الزائلة!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net