الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 2 مايو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان الثمين والتجارب المُنقية له
« إن كان يجب - تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم.. للمدح والكرامة» ( 1بطرس 1: 6 ، 7)


  • نظرة الله للايمان: الإيمان هو أثمن شيء في عيني الله، إذ هو أصل كل النِعَـم. فالإيمان مفتاح الخزانة الإلهية. وهو قاعدة السُلَّم السماوي، الذي رأسه في بيت الآب. إنه القنطرة بين المنظور وغير المنظور. وتدريب الله للإيمان دائًما عظيم وضروري. فالتدريب يرتقي بالإيمان من الارتعاش أمام المياه الضحلة، للدخول بجسارة إلى أعماق المحيط، عبر تدريبات طويلة وتجارب متنوعة، وطاعة مجيدة.

  • إمتحان الإيمان: والتجارب إما من الشيطان ليظهر ما فينا من شر، أو من الله لتزكية الايمان. والامتحانات من اليد الإلهية هي أكبر دليل على وجود الايمان الثمين، واحتياجه للتنقية، لنشترك في قداسته. والعناية الإلهية تسمح بهذه التجارب عند وجود ضرورة مُلِحَّة، أو قُل وجوب الاحتياج. وفي وقت الألم، يحس الفخاري نبضات قلوبنا بإحدى يديه، وبالأخرى يُكيِّف أتونه، ليزيل عن الايمان شوائبه، فيرى صورته بجمال على معدن الحياة.

    أحزان: الطابع العام لحياة القديس هو الابتهاج بفرح لا يُنطَق به ومجيد، فرحًا بميراثه الأبدي كل حين. ولكن هذا لا يعفيه ولا يحميه من الأحزان اليسيرة، للامتحانات الإلهية. فالتجارب متنوعة، والآلام مُتعدِّدة، مُحدِثة أحزانًا مختلفة الأثر، منها السطحي، ومنها الغائر الدائم الأثر. ولكن شكرًا لله، فأُحجية مسيحيتنا هي الابتهاج في الأتون بمَن سمح بالأتون، إذ الأتون مكان رؤيته. ومهما ثقلت الأحزان فهي في غمرة الأفراح يسيرة، ومدتها قصيرة حتى لو طالت. فكرَّام الدهور العظيم لا ينقي إلا لساعات قليلة من ليالي الصيف القصيرة. فيها ينجز فينا ما يُمجِّده، وتنتهي التجارب سريعًا. والإحساس بمَعيَّة النعمة لنا في تجاربنا، يجعلها كالدُّهن النازل على الرأس، وبدونه فالتجربة تقسية للقلب.

  • بركات التجارب: إن أَرَّق المزامير نتاج أشد الأحزان. والقلب المُتضع الشاعر بمؤازرة نعمة الله لـه، عادةً ما يحتمل التجربة برضى وشكر، فيتزكَّى. إن ما أغْنَتنا به التجارب والآلام عبر السنوات، من خبرات وتدريبات روحية، يفوق كل غنى العالم. وكلمة إعجابٍ واحدةٍ من فم السيد، فيها كل التعويض لِمَا احتملناه من آلام.

    أيها المُجرَّب: كن صبورًا، إلهك يُحبك، ولخدمة يُعدَّك، لذا في نيرانه يَضعَك، وفي توقيته يُخرجك. وألمَع من الذهب يجعلك، ومجد أبدي يعوِّضك.



  • أشرف يوسف
    Share
    مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
    إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net