الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اهدم مذبح البعل
«اهدم مذبح البعل الذي لأبيك، واقطع السارية التي عنده، وابنِ مذبحًا للرب إلهك» ( قضاة 6: 25 - 32)
لقد اختبر جدعون سلامًا في قلبه بسبب الأمور المتيقنة التي لم تكن واضحة أمامه من قَبل، وقد اتضحت جدًا أمامه الآن، وكذلك بسبب حقيقة وعد الرب له بأنه يكون معه، مما أنتج في قلبه سلامًا جزيلاً ( قض 6: 14 - 23). فكان أول رد فعل مبارك له قَبْلَ أن يدخل في أي صراع مع الأعداء أنه بنى مذبحًا للرب وسجد له (ع24). إن السجود جزئية هامة جدًا في الحياة المسيحية. فليست كل الحياة المسيحية صراعًا ومواجهة مع المصاعـب والمشاكل التي تتحدانا، لكن السجود هو أمر لا بد أن يفعله كل واحد منا، سواء فرديًا أو جماعةً، كرَّد فعل قلبي للرب الذي يهتم بنا، والذي باركنا بهذه الطريقة المجيدة. إنه لمن المُميَّز جدًا أن تجد رَجُلاً، وسط أُمة قد باعت نفسها للوثنية، يتجاوب في الحال مع الرسالة التي تسلَّمها، فيسجد للرب.

وماذا بعد؟ إن مذبح البعل لا يمكن أن يبقى أكثر من ذلك، هكذا قرَّر جدعون ”طالما أنى سأسجد للرب، لا بد أن أتخلَّص من كل ما يهينه“. لقد عَلِمَ جدعون أن هذه هي ضربة قلب الأُمة، والسبب الفعلي لكل هذا البلاء. وهذا المذبح الذي بُنيَ للبعل كان في بيت أبيه، وكان هو على عِلم تام بوجوده. فقام في الليل وهدَمَهُ، وفى الصباح أُصيب الجميع بحالة ذهول: ”مَن فعل هذا الفعل المُرعب وهدم مذبح البعل؟! فمَن فعل هذه الفِعلة يستوجب العقاب!“

وكالمعتاد، عندما يقف رَجُل مُنصف للحق ستجـد آخرَ يسرع ليُسانده. لقد نهض أبو جدعون لمساندته ولسان حاله: ”لن يُقتَل أحد هنا، سواء كان هدم المذبح عمل صحيح أو خاطئ، لكن مما لا شك فيه أن هذا شر في وسطنا، وقد فعل ابني حسنًا إذ هدم هذا المذبح“.

إخوتي الأحباء: ليس كافيًا أن نقوم بعمل ما للرب، أو أن نكون خبراء في فعل الصواب أمامه، بل علينا أن نتخلَّص مِن كل أمر قد يهين اسمه، وهذا بالضبط ما فعله جدعون. لقد عمل الصواب، إذ سجد للرب، لكنه أيضًا فعل حسنًا عندما أزال المُزاحم لمشاعـره بهدم مذبح البعل. وهناك أمور معيَّنة لا يمكن أن نطيقها لأن قبولها يعني الخيانة للرب، بل يجب التعامل معها بلا هوادة بل واستئصالها، وهو الأمر الذي تمَّمَهُ جدعون بهدم مذبح البعل، وإقامة اعتبار للرب.

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net