الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يعقوب وعيسو .. الراعي والصياد
«وكان عيسو إنسانًا يعرف الصيد، إنسانَ البريَّة، ويعقوب إنسانًا كاملاً يسكن الخيام» ( تكوين 25: 27 )
لقد وُلد عيسو أولاً، ثم يعقوب، الذي خرج ويده قابضةٌ بعَقبِ عيسو، فدُعي يعقوي؛ أي ”المُتعقب“. وكبرَ الغلامان، واتضح طبع كل منهما: فكان عيسو صيادًا، وكان يعقوب راعيًا.

كثيرون من الناس، سواء في كلمة الله أو حولنا، يتميَّزون بهذا الطبع الأساسي؛ طبع الصيَّاد أو طبع الراعي. وكلمة ”صيَّاد“ في الكتاب، ارتبطت دائمًا بالشر والقسوة والشراسة. وهكذا كان عيسو إنسانًا شرسًا بلا قلب. كان ”نمْرود“ – الذي معنى اسمه ”مُتمرِّد“ – هو الصيَّاد الأول الذي قيل عنه «جبَّار صَيد أمام (ضد) الرب». وهو الذي أسَّسَ بَابِل ( تك 10: 8 - 10). والملك شاول أيضًا كان صيادًا، فعندما عرف أن سلطانه سينتقل إلى شخص آخر، لم يَكف عن مُلاحقة ذلك المُنافس، وكان يُطارده «كما يُتْبَعُ الحَجَلُ فِي الجبال!» ( 1صم 26: 20 ).

وعلى عكس ذلك كان داود راعيًا، وكان يعتني بالقطيع، وقد حماه من الأسد والدب. ولقد تدرَّب مدة طويلة ليُصبح راعي إسرائيل. وقيل عن داود إنه «رعاهم حسبَ كمال قلبه وبمهارة يديهِ هَدَاهُم» ( مز 78: 70 - 72).

إن الصياد يجد سروره على حساب فريسته، ولا يعبأ بآلام ضحاياه، بل يعتَّد برغبته الخاصة فقط. أما الراعي، فعلى عكس ذلك، يُكرِّس نفسه لأجل خرافه، فيطلب الضال، ويَسترِّد المطرود، ويُجبر الكسير، ويَعصب الجريح، ويُطعم القطيع ويرعاه» ( حز 34: 11 - 16). إنه يُثابر على هذا حتى لو، كما قال يعقوب: «كنت في النهار يأكلُني الحر وفي الليل الجليد، وطار نومي من عيني» ( تك 31: 40 ).

ونعمة الله والحياة الإلهية يُمكنهما تحويل الصيَّاد إلى راعٍ. هذا ما حدث مع شاول الطرسوسي؛ ففي شبابه كان، بطبعه الحاد «يسطو على الكنيسة، وهو يدخل البيوت ويَجُرُّ رجالاً ونساءً ويُسلِّمهم إلى السجن» ( أع 8: 3 ). لكن الله تدَّخل، وغيَّره إلى راعٍ يعتني بالقطيع، ويحصُرُه «الاهتمام بجميع الكنائس» ( 2كو 11: 28 )، فكان يُطعِم ويفتقد ويُعالج ويُرجِع.

وبطرس أيضًا كان له طبع الصيَّاد، إذ كان مستعدًا أن يضع نفسه في المقدمة، وأن يجمع في شِباكه كل السمك الذي يجده، ولكن الرب يسوع حوَّله إلى راعٍ، إذ قال له: «يا سمعان بن يونا أ تُحبُّني؟ .. ارْعَ خرافي .. ارْعَ غَنَمِي» ( يو 21: 15 - 17).

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net