الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا تبكين؟ .. مَن تطلبين؟
«قالَ لها يسوع: يا امرأة، لماذا تبكين؟ مَن تطلبين؟» ( يوحنا 20: 15 )
جاءت المجدلية إلى القبر باكرًا، تبغي إكرام سَيِّدها الذي أحسن إليها، وأنقذها من عبودية الشيطان. وكانت الصدمة أنها لم تجد حتى جسده في القبر. وظلت واقفة عند القبر تبكي. وفيما هي تبكي نظرت ملاَكَين جالسين؛ واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد الرب موضوعًا. وسألاها: «يا امرأة، لماذا تبكين؟». فأوضَحت لهما مأساتها؛ لقد أخذوا سَيِّدها، ولا تعلم أين وضعُوهُ! ولكن لماذا لم يُقدِّم الملاكان علاجًا لحزنها؟

أولاً: رغم أن الملائكة «مُقتدرين قوة» ( مز 103: 20 )، لكنهم لا يفهمون الطبيعة البشرية وضعفها، وكيفية علاجها. واحد فقط هو ربنا يسوع المسيح «لأنه فيما هو قد تألَّم مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المُجرَّبين» ( عب 2: 18 ).

ثانيًا: لقد رأى الملاكان الرب يسوع واقفًا في المشهد، خلف مريم، وهي لم ترَهُ، فأفسحا له وحده المجال. فماذا عساهما أن يقولا أو يفعلا والسَيِّد الرب قد حضر؟

ثالثًا: تدخل الرب يسوع في مشهد البكاء والحيرة بسؤاله لها: «يا امرأة لماذا تبكين؟»، وأضاف شيئًا لم يسأله الملاكان: «مَن تطلبين؟». وكأنه يقول لها أنا أعرف سبب بكائك أنك تبحثين عني، وها أنا جئتُ إليك، ألا نقرأ قوله المعزي: «تطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكُم. فأُوجَد لكم» ( إر 29: 13 ، 14).

رابعًا: ناداها باسمها: «يا مَريمُ»؛ فهو الذي «يدعو خرافَهُ الخاصة بأسماء ويُخرجُها»؛ يُخرِجها من كل حدود الضعف الفكري والنفسي، إلى حرية أولاد الله. ولم تسأل مريم عمَّن هو، ولا كيف عرف اسمها. إن صوته معروف لخرافه، مُنعش وشافي لقلبها «لأنها تعرف صوتَـهُ» ( يو 10: 3 ، 4)، ففي الحال هتف قلبها الباكي الكسير – وقد لمسَهُ الصوت الحاني ـ نعم، هتفت: «ربُّونِي! الذي تفسيرُهُ: يا مُعلِّمُ».

خامسًا: تبدَّل البكاء بفرح، والخوف بطمأنينة، وها هو الرب يُرسلها بأحلى خبر وأروع إعلان. فلا مجال للمكوث عند القبر. قال لها السَيِّد المُقام: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعَدُ إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم» ( يو 20: 17 ).

إيليا كيرلس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net