الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما هو ميراثنا؟
«مُستنيرة عيون أذهانكم، لتعلَموا ما هو رجاء دعوتهِ، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين» ( أفسس 1: 18 )
في جنة عدن نرى آدم وقد صارت الخليقة الأولى تحت قدميه (مز8)، لكن المرأة لم تكن كذلك، مع أنها جزء من تلك الخليقة، فقد كانت من أضلاعه. وهكذا أيضًا في الخليقة الجديدة، سيكون المسيح مَلكًا أبديًا، لكنه ليس مَلك الكنيسة، فإنه رأسها وهي جسده، لذا فهو لن ينفرد بالمُلك، لأنه هو ونحن صرنا إنسانًا واحدًا. وهكذا من خلال رحلة آلامه استطاع أن يُوجِد أساسًا شرعيًا لتتميم مقاصد الآب، التي كانت في تمام التوافق مع رغبة قلبه كالابن، وهو أن يُشرك كنيسته معه في ذات المجد الذي اكتسبه من الآب كإنسان ( يو 17: 22 ). يا لعمق غنى الله ونعمته! فقد كانت أقصى توقعاتنا لنعمة الله هو ما عبَّر عنه الابن الضال عندما قال في نفسه: «يَا أَبِي ... اجعلني كَأحد أجرَاكَ»، لكن النعمة التي تعامل بها الله معنا، كانت بمقياس يليق به هو، وليس بمقياس احتياجنا، فهي تستحق بالفعل هذا الوصف الكريم ”غنى نعمته الفائق“.

وهكذا نفهم أن المسألة ليست فقط أن ارتباطنا بالمسيح سيُحقِّق لنا الوصول لهذا الميراث، لكن الأهم من ذلك أن هذا الميراث ـ مع عظمته ـ ليس له قيمة بدون المسيح، والعجيب أن المسيح لديه نفس هذا الشعور، فالمجد الذي أخذه من الآب كإنسان لم يُشغله قط عن الكنيسة، بل بالعكس، فإننا نجده يُقدِّس ذاته لأجلنا ( يو 17: 19 )، مُعتبِرًا أن الميراث لن يكون له قيمة بالنسبة له إذا كان بدون الكنيسة.

والسبيل الوحيد للبقاء مُتمتعين وفرحين ومُكتفين بهذا الميراث ـ رغم أي ظروف نكون فيها ـ هو الانشغال بالمسيح. ولا يوجد شخص في الوجود بإمكانه أن يفعل هذا فينا سوى الروح القدس؛ الوحيد الذي يستطيع أن يأخذ مما للمسيح ويُخبرنا ( يو 16: 14 ).

إنه من اللازم أن نراعي قداسة روح الله الساكن فينا في كل ما نعمله، في العالم وفي بيوتنا وفي اجتماعاتنا، وعندئذٍ سيجد الروح القدس الفرصة سانحة له ليُمجِّد المسيح الحاضر وسطنا. إننا إذا شعرنا بحضور الرب وسطنا بقوة – مع أنه بالتأكيد حاضر حتى لو لم نشعر بذلك بسبب انحدار الحالة الروحية – سنجد شبابًا يعبدون الرب ويخدمونه خدمة صحيحـة ومؤثرة، وسنجـد نفوسًا ترجع إلى الرب بسبب هذا الحضور الإلهي الملموس، وهكذا ستكون اجتماعاتنا عربون لاجتماعنا الأبدي حول المسيح.

أمجد ماهر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net