الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمانة دانيال وغرور داريوس
«إنَّ دانيال ... لم يجعل لك أيها الملك اعتبارًا ... بل ثلاث مرات في اليوم يطلب طِلبتهُ» ( دانيال 6: 13 )
بعد أن جمع أعداء دانيآل أدلَّتهم، ذهبوا إلى المَلِك دَارِيُوس ليذكِّروه بمواد المرسوم المُوَّقع منه، والذي يجب عليه أن يعترف به. وعندئذ، قدَّموا له تُهمَتهم مُشيرين إلى حقيقة أن دانيآل كان من بني سبي يهوذا، وأنه لا يحترم الملك، ويتجاهل مرسومه. وفي سبيل إنجاح خطتهم، فإن هؤلاء الرجال اعتمدوا على غرور الملك، وأمانة دانِيآل نحو إلهه. فلو وقف دَارِيُوس ضد غروره وبُطلانه، أو لو كان دانِيآل غير مُخلِص لله، لباءت خطتهم بالفشل. ولكن دانيآل بقيَ مُخلِصًا، وقَبِلَ الملك إطراءهم، وبذلك نجحت خطتهم ( دا 6: ١٤- ١٧).

وبقبول إطرائهم، صار الملك عبدًا طائعًا لهم. وبسبب كبريائه الذاتي انخدع من هؤلاء الرجال الأشرار، وفي النهاية اكتشف – بعد فوات الأوان – الغرض الحقيقي من وراء المرسوم الذي وقَّعه هو؛ «لذلك اغتاظ على نفسه جدًا» (ع14). كان الملك يُقدِّر كفاءة دانيآل وجهوده، لذلك «جعل قلبَهُ على دانيآل ليُنجِّيه، واجتهد إلى غروب الشمس ليُنقذَهُ» (ع14). كانت مشكلة المَلك داريوس هي: كيف يمكن أن يُنفِّذ رغبة قلبه، وفي نفس الوقت يُحافظ على القانون الذي وضعه بيديه؟

لقد كان على داود في أيامه، أن يواجه مثل هذه المشكلة، في أمر ابنه أبشالوم. ولم يستطع داود أن يُوفِّق بين المحبة والقانون، لذا فقد تجاهل القانون وتصرَّف بالمحبة، وكانت النتيجة أنه استُبعد من عرشه بسبب الإنسان الذي أظهر النعمة نحوه. أما دَارِيُوس فتجاهل أشواق قلبه، وحفظ القانون، لكي يحفظ عرشه؛ وهكذا أُلقيَ دانيآل في جُبِّ الأسُود. إن الله، وحده، في معاملاته مع الخاطئ، يُمكنه أن يُوفِّق بين مطاليب البر ومقاصد النعمة. وبموت المسيح، ملكَت النعمة من خلال البر.

بالرغم من تنفيذ المرسوم حرفيًا، كان لدى الملك قناعة بأن إله دانيآل الذي – كما قال – ”يعبدُهُ دائمًا“ (ع16)، سوف يتدخَّـل لخلاص خادمه المؤمن. لقد كان مُمتلئًا بالثقة في أن الإنسان الذي يضع خوف الله فوق الخوف من أعظم إنسان على هذه الأرض، لن يُخزيه الله. ولقد كانت قناعته صحيحة. وهذا هو الحال دائمًا، ومع أن تدخُّل الله – في التدبير الحاضر للإيمان – لا يأخذ دائمًا هذه الصيغة المباشرة المعجزية التي اتخذها في التدبيرات السابقة.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net