الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 1 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حلاوة محبة المسيح
«لأن حُبَّكَ أَطيبُ من الخمر» ( نشيد 1: 2 )
إن محبة المسيح أطيب وأشهى من كل أفراح العالم، بل نستطيع أن نقول إنه لا توجد مقارنة بين محبة المسيح السامية الدائمة، وأفراح العالم الزائلة. وإذا كان الخمر هي رمز الأفراح الطبيعية للإنسان، أفراح العالم؛ لكن كل هذه الأفراح بما لها من جاذبية، لا تُقارَن مع محبة المسيح، فلقد فقدت جاذبيتها وبريقها لكل عين ولكل قلب تذوَّق حلاوة محبة المسيح وشبع بها، فصارت في جوفه ينبوع أفراح لا يُنطق بها. فيسوع المسيح نفسه هو بهجة القلب «ذلك وإن كنتم لا ترَونَهُ الآن لكن تُؤمنون به، فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطَق به ومجيد»

كان يجب على النذير في العهد القديم أن لا يذوق شيئًا من نتاج الكرمة، كل أيام انتذاره ( عد 6: 1 - 9). فيجب أن ينفصل تمامًا عن كل مُتع العالم وأفراحه ـ نتاج الكرمة ـ وينتذر للرب. لذلك قال ربنا المبارك ـ النذير الحقيقي: «إني من الآن لا أشرب من نتاج الكَرمَة هذا، إلى ذلك اليوم حينما أشرَبُهُ معكم جديدًا في ملكوت أبي» ( مت 26: 29 ). وحيث إننا ارتبطنا بذلك النذير، فنحن معه تحت هذا العهد ”عهد انتذاره“. ولكي يكون هذا الانتذار انتذارًا حقيقيًا لله، يجب علينا أن لا نجد فرحنا وشبعنا وبهجتنا إلا في محبة المسيح، ذاك الذي ينتظر بشوق مجيء الصباح الألفي السعيد، عندما يأتي ثانيةً في صورة مَلكي صادق الحقيقي، لكي يُنعش جيوش شعبه المنتصر، نسل إبراهيم، بخبز وخمر المملكة ( تك 14: 18 )، حيث يسند قلوبهم بالخبز ويُفرحها بالخمر ( مز 104: 14 ، 15). ونحن أيضًا يجب أن ننتظر صابرين حتى ذلك الوقت حيث سنُظهَر معه في مجد سماوي، وعندها تَكمُل أيام انتذارنا، وعندها أيضًا يرتبط الرب يسوع كالملك مع شعبه الأرضي، وهكذا تفرح كل الأُمم بفرحهم وتُسرّ بسرورهم، وتعرف ابنة صهيون معنى الكلمات «أمَّا أنتَ فقد أبقيتَ الخمر الجيدة إلى الآن!» ( يو 2: 10 ).

ليُعطنا الرب نعمة، حتى لا ننهل من أفراح العالم، ونُبهَر ببريقه لأنه إلى لحظة، وعاقبته حزن. لنحيا حياة التلذُّذ بمحبة المسيح، تلك المحبة التي تسبي القلب وتجلب الفرح والسرور، منتظرين بشوق مجيء ربنا يسوع المسيح، حيث نتمتع معه بالفرح الأبدي والحقيقي.

ليسَ للمنظورِ نسعى بل بإيمانٍ نسيرْ
نترجى أن تجئ عن قريب يا نصير

حنا إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net