الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عابرين في وادي البكاء
«وللوقت أَلزمَ يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة» ( متى 14: 22 )
إن رحلتنا القصيرة في هذا العالم، عبر وادي البكاء، هي رحلة ليلية. والليل يتكلَّم عن الأحزان، طالما نحن هنا في سياحتنا وتغرُّبنا عن حبيبنا. وهي تُشبه رحلة التلاميذ، يوم ألزَمهم الرب بالدخول في السفينة، وأمرَهم أن يسبقوه إلى العبر. وطوال الليل كانت الريح مُضادة، وكان البحر هائجًا، وكان الليل حالكًا. وهم كانوا مُضطربين ومُعذبين في الجذف، يُصارعون الموت. ولا شك أن الرب كان يعلم ما سيتعرَّضون له، كما يعلَم ضعف نفوسهم وعجزهم، ومع ذلك ألزَمهم. لقد رأى لزوم هذا الدرس بعد معجزة إشباع الجموع «إن كان يجب تُحزَنون يسيرًا بتجارب متنوَّعة». ولماذا ألزَمهم؟ الجواب: «لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة». كما أنهم كانوا مُتحمِّسين للذين أرادوا أن يختطفوه لكي يجعلوه ملكًا، ولم يكن قد جاء وقت المُلكْ، فأراد أن يُباعد بينهم وبين أحلام المُلكْ. وعندما يريد الرب أن يفطمنا عن الطموحات الأرضية والعالمية فإنه يلزمنا بالدخول في السفينة أو ما يُشبه ذلك. وإذ نواجه الظروف المعاكسة والريح المُضادة، ونُصارع البحر الهائج ستُختزَل الآمال الأرضية، ونقنع بالقليل جدًا من هذا العالم، ونعيش حياة الغربة كأُناس سماويين. والرب لم يَعِدْ التلاميذ برحلة سهلة خالية من المتاعب، لكنه وعدهم بسلامة الوصول للشط الآخر. ومن خلال اختبارات الماضي، ومعرفتهم لسلطانه وقدرته ومحبته الثابتة، كان المفروض أن يواجهوا التجربة بهدوء وسلام، لكنهم خاروا وانهاروا، لأنهم سمحوا للتجربة أن تأتي بينهم وبين الرب، وما عادت عيون إيمانهم تراه. أما هو فلم يكن بعيدًا عن المشهد بل «رآهم مُعذَّبين في الجذف ... ونحو الهزيع الرابع من الليل أتاهُم». إنه الكاهن الرحيم الذي يرثي للضعفاء، والكاهن العظيم الذي يُعين المُجرَّبين. لقد ظلَّ طوال الليل على الجبل يُصلِّي لأجلهم، شاعـرًا بضعفهم ومسكَنتهم، يستجلب المعونة لهم. وفي الصباح جاء إليهم ومعه الخلاص، وعندما دخل السفينة للوقت سكَنْت الريح وهدأ البحر عن هيجانه، ووصلت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها. وهذا ما سيحدث قريبًا عندما يأتينا الحبيب ويتم الخلاص العجيب بوصولنا إلى البيت الرحيب.

تهدأ بأمرِكَ الرياحْ طوعًا لِما تُريدْ
فننظر البحر استراح من كده الشديد

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net