الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفحم والماس
«مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مِمَّا تألم بـهِ» ( عبرانيين 5: 8 )
ما الفرق بين الفحم والماس؟  الفحم رخيص أما الماس فغالي الثمن.  الفحم هش بينما الماس صلب.  الفحم يحترق عندما يتعرَّض إلى النار ويصير رمادًا، أما مُعامل انصهار الماس فمرتفع جدًا.  الفحم أسود مُعتم، أما الماس فلامع وله بريق.  توجد اختلافات كثيرة بين الفحم والماس، ولكن هناك شبَه واحد بينهما؛ فالاثنان يتكوَّنان من نفس المادة التي هي الكربون، فكلاهما إحدى صور الكربون. 

وهنا يتبادر السؤال الثاني، لماذا الماس غالي الثمن ويوضع فوق رؤوس الملوك، بينما الفحم هش، زهيد الثمن، سهل الكسر، لا يصلح لشيء إلا الحريق؟  إن الفحم هو الكربون الذي وُجد في طبقة رخوة في باطن الأرض، ولم يتعرَّض لضغوطات شديدة ولم يتعرَّض لدرجة حرارة عالية، فظل الفحم فحمًا.  بينما الماس هو الكربون الذي تعرَّض لضغوط شديدة ودرجة حرارة عالية جدًا فتغيَّر شكله ليصبح الماس اللامع الجذاب باهظ الأثمان.

أحبائي، لم أقابل مؤمنًا ناضجًا إلا وسمح له الرب ربما في طفولته أو شبابه أو في حياته العملية أو صحته بالألم والضغط. وبقدر الضغط هكذا النمو، فكلما نُضغَط أكثر ننمو أكثر.  يُذكَـر عن بني إسرائيل قبل أن يُخرجهم موسى من أرض مصر ومن بيت العبودية، أنهم نموا بسبب الضيق والذل «بحَسبما أذلُّوهم هكذا نَموا وامتدُّوا» ( خر 1: 12 ).

إن الألم والتشكيل لازمان أيضًا للخدمة وللخادم أيضًا، فإن كنا نريد أن نخدم الرب لا بد أن نتألم. يُذكَـر عن سيدنا ـ له كل المجد ـ «مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألَّمَ بهِ» ( عب 5: 8 ).  كما يُذكَر عنه أيضًا «لأنه لاقَ بذاكَ الذي من أجلهِ الكل وبهِ الكل، وهوَ آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد أن يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام» ( عب 2: 10 ).

لا استثناء من مادة الألم في مدرسة الله. فمادة الألم مادة إجبارية للكل وليست اختيارية.  إن عمل الله غير كامل في حياتنا بدون ألم وضغوطات؛ فالاحتياج والحرمان هما ما يُغير ويُشكِّل فينا حتى نصل إلى الشكل النهائي المُمجَّد.

مجدي صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net