الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آلام المسيح
«روح المسيح .. إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها» ( 1بطرس 1: 11 )
إن آلام المسيح تختلف في طبيعتها وصفاتها بعضها عن بعض. لقد تألَّم ربنا المبارك من أجل البر، لقد احتُقر ورُفض من البشر ومكتوب عنه «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن». أبغضَهُ العالم لأنه شهد ضده بأن أعماله كانت شريرة «هذه هي الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن كل مَن يعمل السيئات يبغض النور، ولا يأتي إلى النور لئلا توبَّخ أعماله» ( يو 3: 19 ، 20). والتألُّم من أجل البر كان من البدء، إذ قتل قايين هابيل لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة. ونستطيع أن نقول: إن المحبة التي دفعت الرب له المجد إلى خدمة الإنسان في هذا العالم كانت سببًا في أن تزداد آلامه إذ يقول بروح النبوة: «وضعوا عليَّ شرًا بدَل خير، وبُغضًا بدَل حُبي» ( مز 109: 5 ).

لقد تنهَّد الرب حزنًا عندما طلب الفريسيون آية، لأن هذا كان يُظهر رفضهم له وعدم إيمانهم به. لقد أخذوا مفتاح المعرفة ولم يدخلوا هم ولم يَدَعـوا الآخرين يدخلون، فقد كانت آلام الرب هي آلام البر المُقترن بالمحبة.

ولقد تألم ربنا المبارك بسبب رؤيته للخطية. كم كانت آلام ربنا المبارك الكامل القدوس في طبيعته ومشاعره بسبب رؤيته وسمعه للخطية! والرب بسبب طبيعته الإلهية التي كان يعرف بها ما يدور في أفكار وقلوب مَن حوله، كان عُرضة لآلام أكثر، إذ مكتوب «فنظر حوله إليهم بغضب، حزينًا على غلاظة قلوبهم» ( مر 3: 5 ). وعندما فتح الرب أُذني ذلك الرجل الأصم، وجعل لسانه الأخرس يتكلَّم، أنَّ من الحزن على نتيجة الخطية في الإنسان، كما بكى عند قبر لعازر إذ رأى قوة الموت على البشر وعجزهم عن أن يُخلِّصوا أنفسهم منه، وبكى على أورشليم المحبوبة عندما رأى كيف أنها رفضته في يوم افتقاده لها، وأنها بذلك تذخَـر لنفسها غضبًا آتيًا.

أيضًا كانت أحزان الناس في قلبه لأنه مكتوب «أحزاننا حمَلها، وأوجاعنا تحمَّلها» ( إش 53: 4 ) فكل حزن أو وجَع قابلَهُ، قد حمله كما لو كان حُـزنـه.

نعم، لقد كانت كل آلامه هذه بسبب محبته الكاملة. لقد كان يسير في مشهد كله خراب حيث إرادة الإنسان مستقلة عن الله، وقلب الإنسان مُقفَل أمام مجاري محبة الله الفيَّاضة العاملة في وسطهم. وأخيرًا في الصليب كانت قمة الآلام عندما تُرك من الله.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net