الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مغارة عدلام وحقل بوعز
«اجتمعَ إليهِ كل رَجُل مُتضايق، وكل مَن كان عليهِ دَينٌ، وكل رَجُل مُرّ النَّفس، فكان عليهم رئيسًا» ( 1صموئيل 22: 2 )
قديمًا اجتمع إلى داود في ”مغارة عَدُلام“ «كل رَجُل مُتضايق، وكل مَن كان عليهِ دَينٌ، وكل رَجُل مُرّ النَّفس، فكان عليهم رئيسًا».  كانوا يُحبونه ويُقدِّرونه ويُحيطون بهِ ويفتخرون بهِ، حتى وهو مرفوض من شاول والشعب. لقد التَّفوا حوله ليكونوا أمامه رهن إشارته.  وكانوا أوفياء له وعلى استعداد أن يُضحُّـوا بحياتهم من أجله، تحقيقًا لرغباته ( 2صم 23: 16 ).  وهكذا الآن عندما يجتمع المؤمنون ككنيسة، فهم يجتمعون إلى شخص المسيح فقط باعتباره الرأس والرئيس الذي يُديـر الاجتماع، ويُحدِّد مسَاره ويقوده بالروح القدس، مُستخدمًا أعضاء الجسد كما يشاء.  وسواء كان هذا الاجتماع للصلاة أو دراسة الكلمة أو السجود والعبادة أو كسر الخبز أو التدبير أو أي غرض، فإن الكنيسة تجتمع إلى اسم الرب في خشوع وتقوى، وتخضع لرئاسته وتحترم سلطانه في كنيسته.  إن كل الأنظار تتجه إليه كمركز الدائـرة بمشاعـر الحُب والتقدير، وهدف الجميع هو إكرام السَيِّد الموجود في الوسَط.  

وفي ”حقل بوعـز“ (را 2) نرى صورة رمزية أخرى لاجتماع المؤمنين حول الرب.  ففي هذا الحقل وَجدت راعوث ”بوعـز“ نفسه الذي يرمز للرب يسوع، الذي كلَّمها بكلام طيب وكلام تعزية، وهناك أيضًا «الغلام المُوَكَّل على الحصَّادين» الذي يرمز للروح القدس، وهو مسؤول عن كل ما يحدث في الحقل، ويوزع المسؤوليات والأدوار، ويُباشر العمل.  وهناك أيضًا ”الحصَّادين“ الذين يحصدون وهم يُمثّلون الخدام وأصحاب المواهب، و”الغلمان والفتيات“ وهم يُمثّلون الخدمات المُعاونة.  الكل في تناغُـم وانسجام، كل واحد يعرف مكانه ويؤدي دوره بسرور.  وهناك ”الطعام“ مُمثَّلاً في الشعير والحنطة التي تُشير إلى كلمة الله.  

هناك ـ في حقل بوعز ـ أخذت راعوث مكانها وراء الحصَّادين بكل تواضع، وهناك شربت وانتعشت بما استقاه الغلمان، وهناك تقابلت مع بوعز مُقابلة شخصية كان لها أروع تأثير على قلبها.  ويوميًا كانت راعوث تذهب بفرح واجتهاد إلى حقل بوعـز لكي ترى بوعـز وتستمتع بالمقابلة معه.  ليت لنا هذه الأشواق.

ما أبهى أن نجتمعَ حولَ الحبيبِ للمديحْ
وحبنا حب صريح وقصدُنا مجدُ المسيحْ

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net