الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنجيل في ثلاث نقاط
«المسيح ماتَ من أجل خطايانا حسب الكـتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكـتب» ( 1كورنثوس 15: 3 ، 4)
في 1كورنثوس 15: 3، 4، يلخص الرسول الإنجيل في ثلاث نقاط: موت المسيح، ودفنه، وقيامته من الأموات. وهذا ما نراه ماثلاً أمامنا في صورته التاريخية في يوحنا 19؛ 20. ففيها نرى الصليب والقبر والقيامة. أما عن الصليب فهو محور مقاصد الله ومشوراته الأزلية المُرتبطة بمجده وببركة الإنسان. إن دم المسيح الكريم هو الخيط الأحمر الذي يمتد من أول الكتاب إلى آخره. وفي كل أسفار العهد القديم والجديد نجد إعلانات إلهية في صور متنوعة عن حقيقة موت المسيح وسفك دمه، في صور رمزية، وأقوال نبوية، وإعلانات جليَّة. ولو خلا الكتاب المقدس من الصليب، لو خلا من دم المسيح الكريم فماذا يبقى فيه؟ لا شيء. إن أساس قيمة هذا الكتاب وغلاوته التي لا يُعبَّر عنها هو أنه كلام الله الذي يُقدِّم لنا الرب يسوع كمَن مات عنا على الصليب.

وفي الصليب نرى حقيقتين حوهريتين. فهو من الناحية الواحدة يُعلن ما في قلب الإنسان من عداوة وبُغض وكراهية لله والمسيح. لقد رُفع ابن الله المتجسِّد على الصليب، وكأن الإنسان استطاع أن يعلِّق رب المجد على خشبة العار، واستطاع البشر بسماح الله أن يأخذوا المسيح من الصلب إلى القبر، وأن يختموا القبر بختم بيلاطس. ولكن هل كان في مقدورهم أن يمنعوا رب المجد من القيامة والصعود، والجلوس عن يمين الله؟ حاشا.

وإلى أي حد وصل الحقد والعداوة نحو المسيح؟ كنا نظن أن غليلهم قد أُروي عندما رأوه قد نكَّس الرأس وأسلَم الروح، ولكن ماذا نقرأ هنا؟ يا للعجَب، نجد صورة تديُّن فارغة، محافظة دقيقة على الناموس، ولكن بُغضة لواضع الناموس «إذ كان استعداد، فلكي لا تبقي الأجساد على الصليب في السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا» ( يو 19: 31 ).

ومن الناحية الأخرى، يُعلن الصليب محبة المسيح! أمام عداوة القلب البشري يضع الإنسان نفسه في التراب، ولكن أمام المحبة الإلهية نسكب قلوبنا سجودًا وتعبدًا. لهذا الغرض نجتمع في كل أول أسبوع لنحتفل بذكرى محبة المسيح الفدائية التي تسبي قلوبنا وتحصرنا، لنُحبُّه لأنه هو أحبَّنا أولاً. ليتنا نحني رُكَبنا مع الرسول حتى نستطيع أن نُدرك «ما هو العرض والطول والعُمق والعلو، ونعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 18 ، 19).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net