الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الروح القدس والخلاص
«المُختارين بمقتضى عِلم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح» ( 1بطرس 1: 1 ، 2)
في 1بطرس1: 1، 2 نقرأ عن أقانيم اللاهوت الثلاثة: الآب والابن والروح القدس. وكلمات الرسول بطرس في فاتحة رسالته، تُحدِّثنا أن الآب هو الذي اختار، وهذا تم في الأزل؛ وأن المسيح هو الذي سَفك دمه متكلِّفًا الكُلفة الباهظة، وهذا تم في ملء الزمان؛ وأن الروح القدس هو الذي يُتمم العمل في داخل النفس عند تغييرها.

شبَّهها أحدهم بمشروع أراد رَجُل عظيم أن يعمله لخدمة البلد، فرأى قطعة أرض كبيرة كانت مَقلبًا للنفايات، وكانت مصدَرًا للأوبئة والأمراض، ففكَّر في أن يستغلها في عمل مشروع ضخم، يعود بالنفع الجزيل على المواطنين، فذهب إلى أحد المصارف الكبرى لتمول له هذا المشروع، وعهَدَ به إلى أحد بيوت الخبرة لتقوم بالتنفيذ. وتحوَّلت الأرض السبخة والمزعجة إلى مشروع حيوي ونافع. وهكذا معنا، فلقد كنَّا مصدر شرور لا تُحصى، لكن الله اختارنا منذ البدء للخلاص. وتولى الرب يسوع المسيح الكُلفة الباهظة، والتي لم تكن فضة أو ذهب، بل بدمه الكريم غسَّلنا وافتدانا، وأما الذي قام فعلاً بالتنفيذ فينا فهو الروح القدس.

ويمكننا القول بلغة المثَل الذي ذكره ربنا في لوقا 14، مَثَل العشاء العظيم، إننا في الإنسان الداعي نرى صورة لله الآب، لكن بدون المسيح ما كانت هناك ذبائح ولا مُسمَّنات، وبالتالي ما كانت هناك وليمة على الإطلاق، ثم بدون الروح القدس ما كان هناك مدعوون. فالمسمَّنات التي ذُبحت تُمثل لنا المسيح الذي بذلَ نفسه على الصليب، والعبد الذي ألزَم المدعوين بالدخول يُمثل الروح القدس.

وغني عن البيان أنه إذا كان الروح القدس يُحيي الخاطئ الذي يتجاوب مع الكلمة، لكنه أيضًا يجاهد مع كل البشر. وإن كان هو يقدِّس الشخص الذي يخضع لعمله فيه، فإنه يدعو كل النفوس، موجِّهًا الدعوة الحارة والمُخْلِصَة لهم. لكن أرجو أن تلاحظ هذين الأمرين:

أولاً: أن هذا لن يستمر إلى الأبد، كقول الرب في أيام نوح: «لا يَدين رُوحي في الإنسان إلى الأبد» ( تك 6:  3). فإن لأناة الله نهاية.

والأمر الثاني هو: «كم عقابًا أشرّ تظنون أنه يُحسَب مُستحقًا مَن داسَ ابن الله، وحَسبَ دم العهد الذي قُدِّسَ به دَنسًا، وازدرَى بروح النعمة؟» ( عب 10:  29). ليتك تستَفِد من فرصة النعمة الحاضرة، قبل فوات الأوان.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net