الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في الطريق إلى إسحاق
«وقالت (رفقة) للعبد: مَن هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟» ( تكوين 24: 65 )
عن مُطابقة ارتباط رفقة بإسحاق، وارتباط الكنيسة بالمسيح، لدينا ثلاث نقاط:

أولاً: دعوة وانتماء: لقد تقابل عبد إبراهيم مع رفقة عند عين الماء، وهناك تيقن أنها هي المُعيَّنة لإسحاق. فوضع خزامة الذهب في أنفها وسوارين من الذهب في يديها، وكان هذا إعلانا أكيدًا عن أن هذه الفتاة لم تَعُد تنتمي إلى بيت بتوئيل، بل صار انتماؤها الجديد لإسحاق، عريس المستقبل.

ونحن أيضًا تقابَل معنا الروح القدس عند بئر ماء الكلمة، وجاهد معنا فولدَنا ثانيةً من الماء والروح ( يو 3: 5 )، وارتبطنا بشخص المسيح بالإيمان. وإذ سكن فينا الروح القدس صار انتماؤنا الجديد لا للعالم لنعيش مثله، بل لشخص المسيح السماوي. فصارت جنسيتنا سماوية ( في 3: 20 )، وعليه لا بد أن تكون انتماءاتنا وتطلُّعاتنا للسماء.

ثانيًا: رحلة وعناء: ما أن أعلنت رفقة موافقتها للذهاب إلى إسحاق، وودَّعت أهلها، وركبت الجَمَل، حتى بدأت طريقًا شاقًا من التغرُّب والمُعاناة، لكنه أيضًا طريق مملوء بالأشواق. فلربما كانت شمس النهار قاسية عليها في رحلتها، لكن حديث عبد إبراهيم معها عن إسحاق وروعته، أذهَب عنها كدَر المسير. ولربما كان ظلام الليل وأصوات الذئاب يرعبها، لكن همس العبد في أذنها كان يبث فيها سلامًا ووعدًا بالأمان الكامل في كنف إسحاق. أ ليس هذا ما نختبره في طريقنا صوب لقاء الحبيب؟ ألا نعاني من حرارة شمس الحياة ووحشة ليل الغربة؟! لكن كم من التشجيعات التي يبثها فينا الروح القدس رفيق سياحتنا عندما يرفع عيوننا من على رمال الطريق ويُثبِّتها على مجيء الحبيب؟!

ثالثًا: أفراح اللقاء: لقد انتهت رحلة التغرُّب والمُعاناة بوصول رفقة إلى إسحاق. ويا لسعادة قلبها إذ رأته ماشيًا في الحقل لاستقبالها! فهو لم ينتظر في خيمته حتى تذهب إليه، بل في شوقٍ غامر أراد استقبالها بنفسه. وإذ رأته ودَّعَت مرارة الطريق، وغدر الصديق، وقساوة الضيق عندما رأت وجه إسحاق. وقريبًا جدًا ستنتهي غربتنا إذ نرى وجه الحبيب. آمين. تعال أيها الرب يسوع.

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net