الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شهوة العيون وتعظم المعيشة
«كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظُّم المعيشة» ( 1يوحنا 2: 16 )
يُقدَّم العالم إغراءاته في صورٍ ثلاث «شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظُّم المعيشة».

أما عن شهوة العيون فيُقدِّمها العالم في صورة أشياء جذابة وقد تبدو مشروعة أحيانًا، ولكنها ليست لنا من الله، تجذب النظر فتولِّد فينا الرغبة في امتلاكها، وتقود إلى الزهو والافتخار وجذب أنظار الآخرين. يُقدِّمها العالم في صورة الزينة والملابس الغالية الثمن والملابس قليلة الاحتشام، فنعرض ليس فقط ما عندنا، بل أيضا أنفسنا!

قدَّمها لأبرام في صورة غنائم مشروعة، لكن من خلال ملك سدوم، فرفض مُترفعًا ( تك 14: 21 - 23). فيا للعظمة!

وقدَّمها للوط «كجنة الرب كأرض مصر»، فقبلها وضحى بالخيمة والمذبح والشركة مع عمه، فتعرَّض للأَسْر، وحرَّره عمه (تك13، 14)، ولكنه أصرّ عليها، وصار من كبار رجال المدينة (تعظُّم معيشة أيضًا). ولكنه كان «مغلوبًا من سيرة الأردياء في الدعارة ... يُعذِّب .. نفسه البارة بالأفعال الأثيمة» ( 2بط 2: 7 ، 8). فيا للعار!

قدَّمها لعاخان في صورة رداء شنعاري نفيس، وفضة وذهب، وقَبِلها فانكسر شعب الرب أمام أعدائه، فأُحْرق بالنار ورُجم هو وكل ما ومَن له (يش7).

أما تعظُّم المعيشة فهو رغبة الشخص في أن يرتفع فوق الآخرين، وفوق ما هو، وما يفعله، وما يمتلكه، وهذا هو سبب دينونة إبليس ( 1تي 3: 6 )؛ هو استغلال خاطئ لإمكانيات أو أملاك ليس لي فضل في امتلاكها! ويقدِّمها في صورة مركز رفيع كما لحواء وآدم بالقول: «تكونان كالله»! ( تك 3: 4 ). حدَث مع رسل المسيح قُبَيْل الصليب، كلٌ يرغب في أن يكون أعظم من الآخرين ( مر 9: 33 ، 34؛ 10: 37). قدَّمها لبولس وبرنابا بمحاولة تأليههما فرفضا «مزَّقا ثيابهُما .. قائلين: .. نحن أيضًا بشَرٌ تحت آلام مثلُكم» ( أع 14: 14 ، 15).

وأمام هذا السيل الجارف من الإغراءات علينا كمؤمنين ألَّا ننسى أصلنا، وليكن مثالنا الرب يسوع الذي تسلَّح بالمكتوب في مواجهة هذه الأمور! (مت4؛ لو4). ليكن فينا ـ مثله ـ فكر الاتضاع! ( في 2: 4 - 8). وعلينا ألاَّ نُغذي الشهوة، بل نُميتها ( كو 3: 5 ).

جازَ في أرضِ الشقا مُظهرًا كل كمالْ
عظموه واقتفوا إثرَ مَن أعطى المثالْ

فرنسيس فخري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net