الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لدغة الحية وعلاجها
«اصنَع لكَ حيَّة مُحرقة وضعْها على راية، فكل مَن لُدغ ونظرَ إليها يحيا» ( عدد 21: 8 )
تذمَّر الشعب على الله وعلى موسى، فأرسل الرب عليهم الحيَّات المُحرقة فلدغت الشعب، فمات قومٌ كثيرون. فأتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا، فصلى موسى لأجل الشعب. فقال الرب لموسى: اصنع لك حيَّةً مُحرقةً، وضعها على راية، فكل مَن لُدغ ونظر إليها يَحيَا. فصنع موسى حيَّة من نحاس ووضعها على الراية، فكان متى لدغت حيَّة إنسانًا، ونظر إلى حيَّة النحاس يحيا.

هذه القصة الواقعية تحكي لنا عن لدغة الخطية، وعلاج الله لها. فإن كانت الحيَّات قديمًا لدغت الكثيرين، فإن الخطية قد أصابت الكل «إذ الجميع أخطأُوا وأعوزَهُم مجد الله» ( رو 3: 23 ). وكما أن سُّم الحيَّة يكون كالنار في جسد الملدوغ، هكذا الخطية تُصيب مُرتكبها الآن بنار الشهوة في داخله، وبعد ذلك تُلقيه في نار الدينونة الأبدية. وكما أن نهاية لدغات الحيَّة هي الموت، كذلك «أُجرة الخطية هي موت» ( رو 6: 23 ). وكما كان علاج اللدغات هو عند الله فقط، هكذا الآن لا يوجد علاجٌ للخطية إلا عند الله. وكما كان علاج الله للحيَّات يسمو المدارك، وطريقته فوق العقل، ويحصل عليها الملدوغ بالإيمان فقط، هكذا علاج الله للخطية الآن.

وقد أشار الرب يسوع إلى هذه الحادثة فقال: «وكما رفَعَ موسى الحيَّة في البريَّة هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان، لكي لا يهلَك كلُّ مَن يُؤمن بهِ بل تكونُ له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15). ومن هذا نفهم أنه كما توجد مُشابهة بين الخطية التي تَسري في كيان الإنسان وبين سُمِّ الحيَّات الذي سرى في أجساد الملدوغين، هكذا توجد أيضًا مُشابهة بين الحيَّة النحاسية التي رُفعت وبين ابن الإنسان، ربنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح.

يقول الكتاب: «فكان متى لدغَت حيَّةٌ إنسانًا ونظرَ إلى حيَّة النُّحاس يَحيَا» ( عد 21: 9 )، ويقول المسيح: «التفتوا إليَّ واخلُصوا يا جميع أقاصي الأرض» ( إش 45: 22 ). إن كل المطلوب منك، لتخلُصَ من سُّم الخطية، هو أن تنظر إلى المسيح. لقد مات ليهبَك الحياة. وأنت في حاجة شديدة إلى هذه الحياة لأن سُّم الخطية الفتَّاك يسري في دمك. فلماذا تؤجل؟ لماذا تَدَع أعظم فرصة تفلت منك؟ إن الخلاص لن يُكلِّفك سوى نظرة بالإيمان إلى المسيح المصلوب. ليتك تتحوَّل عن الكل، وباتضاع تنظر إلى المسيح، فتنال الحياة الأبدية.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net