الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف والخدمة
«اصعَدوا إلى أبي وقولوا لَهُ: هكذا يقول ابنُكَ يوسف ... انزل إليَّ. لا تقف» ( تكوين 45: 9 )
عرَّف يوسف إخوته بنفسه، ثم جنِّدهم لخدمته، ولقد تلَّقوا الإرسالية وكل تفاصيل الخدمة من بين شفتيه:

(1) الإسراع في الخدمة: يُشدِّد يوسف على أهمية الخدمة وخطورتها، ويقول لهم: «أَسرعوا». وهذا يُذكِّرنا بِحَثّ الرسول بولس لكلٍ منَّا على الخدمة: «اكرز بالكلمة. اعكُف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» ( 2تي 4: 2 ).

(2) مكان الخدمة: لم يُخبرهم يوسف فقط كيف يذهبون، بل أيضًا إلى أين. كان ينبغي أن يكونوا شهودًا له حيث أُهين؛ إذ أُلقيَ في بئر، وبيعَ مقابل عشرين من الفضة. وهكذا كانت آخر مناسبة جمعت بين الرب المُقام وبين تلاميذه المَغبوطين. كان ينبغي أن تبدأ الإرسالية من أورشليم؛ أردأ بقعة على الأرض، وبين أشرّ الخطاة، في المكان الذي بيع فيه الرب بثلاثين من الفضة، وحيث جُرِّد من ثيابه، وسُخـر منه بإكليل من شوك، وسُمِّرَ على الصليب.

(3) خطة الخدمة: أخبرهم يوسف إلى مَن يحملون الرسالة. هذه الأخبار السارة ليست ليعقوب فقط، بل له ولبيته وكل ما له. وما تزال الرسالة اليوم: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص أنتَ وأهل بيتك» ( أع 16: 31 ).

(4) الإقناع في الخدمة: لقد أُرسل إخوة يوسف برسالة مُحدَّدة تستمد قوتها من سُلطة يوسف «هكذا يقول ابنُكَ يوسف». إن القوة التي تمنح الإنجيل سلطانه على النفوس هي كلمة: «هكذا يقول الرب».

(5) الغرض من الخدمة: الرسالة تتكلَّم عن البركات التي يغدقها يوسف على مَن يأتي. فلو أن يعقوب فقط جاء، فسينتهي البُعد والفراق: «وتكون قريبًا منِّي»، وسينتَفي العوز والفاقة: «وأعولُكَ». وهكذا يقول رب المجد: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين، والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحُكُم» ( مت 11: 28 ). ففي صُحبة المسيح راحة للضمير، وشبع للقلب، وطعام للنفس.

(6) إيجابية الخدمة: موضوع الرسالة العظيمة هو شخص يوسف وأمجاده «وتُخبرون أبي بكل مجدي في مصر وبكل ما رأيتُم». ولا تزال هذه هي الرسالة الوحيدة التي تُشبع جوع العالم وتسد فاقتَهُ. ومن امتيازنا أن نُعلن أمجاد الشخص الذي هو رب الكل؛ سواء أمجاده الشخصية باعتباره الابن السرمدي، أو أمجاده الأدبية كمَن هو «كلُّهُ مُشتهيات» ( نش 5: 16 )، أو أمجاده الرسمية باعتباره «ملك الملوك ورب الأرباب» ( رؤ 19: 16 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net