الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 31 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نحميا وطوبيا العموني
«وساءني الأمر جدًا، وطرحت جميع آنية بيت طوبيا خارج المخدع، وأمرت فطهَّروا المخادع» ( نحميا 13: 8 ، 9)
شيء لا يُصَدَّق؛ عند عودة ”نحميا“ إلى أورشليم ( نح 13: 6 )، كان ”طوبيا العبد العموني“؛ عدو الله، يعيش داخل الهيكل (ع4، 7)! وكان هذا كسر مباشر لوصية الله بعدم السماح أبدًا بدخول أي عَمُّونِي داخل الهيكل. لكن طوبيا كان هناك، يعيش في غرفة أُعطيت له من قِبل ”ألياشيب الكاهن“! بلا شك، هذا التحوُّل لم يكن بين ليلة وضحاها. على الأرجح، كل توافق قاد للذي يليه. وجد الكهنة والشعب طرقًا لتبرير تصرفاتهم. وطغَت روح التوافق على محبة الحق. وعلى العموم، طوبيا أصبح رجلاً لطيفًا، وعائلته مرتاحة جدًا هنا. لا يبدو أنه من الصواب منعهم من المكوث هنا، لمجرَّد أنهم ليسوا يهودًا. فنحن لا نريد أن نكون ناموسيين في هذا الأمر!

وهكذا انتقل طُوبِيَّا الذي لا يعبد الله للعيش داخل الهيكل، بينما الناس القائمة على الهيكل، لم تضطرب بأي قدر ولو ضئيل خلال ممارسة شئونها! لكن بالنسبة لنحميا، المُهتم بعمق بالقداسة، هذا الوضع كان غير قابل للاستيعاب. اغتاظ، وتصرَّف بشكلٍ حاسم؛ طرد طوبيا وألقى بكل مُتعلقاته خارج الهيكل، ثم أعطى أوامر بتطهير الغرف المُنجَّسة ( نح 13: 8 - 11).

لماذا كانت هذه التعديَّات كبيرة في نظر نحميا؟ لماذا شعر باحتياجه للتدخـل في حياة الآخرين؟ لماذا لم يكتفِ بخضوعه لله، وتَرْك الآخرين وشأنهم؟ لماذا؟ لأن نحميا كان مدفوعًا بشغَف لإظهار مجد الله في شعبهِ، الذي يُرى في الطريقة التي يعبد بها، والطريقة التي يُصلِّي بها، وبرز هذا في تضحياته الشخصية التي قام بها، وفي دموعه وهو يعترف بالنيابة عن شعب الله، وفي صلابته في مواجهة أعداء الله. ويُرى حُبه للقداسة في التزامه بالاستقامة الشخصية، حتى في الأمور الصغيرة ( نح 5: 18 )، ويُرى في جرأته في التعامل مع خطايا الآخرين.

رأى نحميا أن شعب الله يدفع ثمنًا رهيبًا عن خطاياهم. لقد سُبوا إلى الشعوب الذين لا يعبدون يهوه. رأى أيضًا أن من خلال التوبة والخضوع، حين سُمح لهم بالرجوع لأورشليم، بارك الرب شعبه بغنى، واختبر الشعب فرحًا عظيمًا. لم يستطع احتمال فقدانهم لهذه البركات عن طريق عودتهم لنفس الخطايا التي تسبَّبت في انتهاء الأمر بهم بالسبي. كل ما كان يهمه ويثقِّل قلبه هو إهانة اسم الله القدوس، واشتاق لتمجيده مرة أخرى. ويا ليتنا جميعًا هكذا!

نانسي لي دي موس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net