الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفيعنا العظيم
«إن أخطأ أحدٌ فلنا شفيعٌ عند الآب، يسوع المسيح البار» ( 1يوحنا 2: 1 )
الشفاعة والخطية: إلهنا المبارك ما أمجدك وسيطًا بين الله والناس، الكاهن العظيم والقائد لنا للأقداس، شفيعنا الذي لا يمل أخطاءنا، ولا يَكِّل من علاجنا! شفاعتك جاهـزة لنا في كل سلبيات سلوكنا. حتى لا تُقطَع شركتنا معك، ولتُـرَّد سريعًا إن قُطعت. وما أحلى نعمتك تنهينا عن الخطية «يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تُخطئوا» ( 1يو 2: 1 ). وما أرقها مُدرِكة ضعف البشرية «إن أخطأ أحدٌ»! وما أقدرها وعلاجها في يدها، شفاعتك يا سيدي لمعالجة خطايانا!

زمان الشفاعة ومكانها: وكل شفيع (مُحامِ) سَيِّدي يُطْلَب ليقف بجوار مَن احتاجه، وأما شفيعنا (مُحامينا) فدائم الوجود لحسابنا في الأقداس، سواء أخطانا أم لا. شافعٌ لنا في كل حين ( عب 7: 25 )؛ قبل الخطية وبعدها. ما أعظمه سهرًا أيها الشفيع الراعي! حاضر عند الآب (شفيع عند الآب، وليس عند الله)، فأبدية علاقتنا بإلهنا لا تزعزعها خطية (فنحن مولودون منه). وأما شركتنا مع أبينا فأصغر خطية تقطعها! وما أدق الكلمة النبوية إذ لم تَقُل: ”إن أخطأ أحد وتاب لنا شفيع“، فأنت ـ تبارك اسمك ـ (الشفيع) العامل لتتويب قطيعك، ولولا شفاعتك ما وُجِدَت توبة يا سَيِّدي.

البر والكفارة: ولو ترافع أي مُحامِ بالبر سَيِّدي، لَخَسَرَ القضية، ولضاع المُتهم طالما أخطأ. فتوقعناك (إنسانيًا) مُترافعًا في قضية خطايانا بناء على رحمتك ولُطفك. ولكننا وجدنا البر(العدل) طابع ترافعك، وكفارتك هي ضمان قضيتك. فالمحامي المُترافع في قضية خطايايَ، هو نفسه مَن دخل قفص الاتهام، وأغلَق على نفسه، ودفع كل الدين (نيابةً عنا)، ووفَّى كل اعتبارات مجد الله (الكفارة) وخرج. وها هو يُحامي عني في قضية خطاياي ببرّه وكفارته. ما أبرَّها شفاعة! وما أبهظ كُلفتها!

البر والخطية: يا أبانا الصالح، في مسألة الخطية يُهَان برَّك. ومَن نظير الشفيع البار ـ مَن عاش في عالم الفجار بلا خطية ـ لإعادة البر أمام عينيك، قادر! وإذ تُلَوِّث الخطية نفوسنا وتلطخ شركتنا معك يا أبانا، فمَن يأتي بنا إلى حكم بار على ذواتنا، يُستَعلَن في لفظها نهائيًا، نظير شفيعنا البار! فيُخيِّم البر تمامًا على المشهد، قبل إغلاق ملف القضية، وعودة الشركة معك ـ يا أبانا ـ لعمقها وجمالها ومجدها. ما أكفأها شفاعة!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net