الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السيطرة الإلهية في مشهد الصليب
« وجُعل مع الأشرار قبره، ومع غنيٍّ عند موتهِ» ( إشعياء 53: 9 )
رتَّب الإنسان أن يُجعَل قبر قدوس الله مع الأشرار ـ مع اللِّصين اللذين صُلبا معه. ولكن الله الآب قد رتَّب ترتيبًا آخر، وأراد على خلاف إرادة الإنسان. وجسد الرب المبارك وضِعَ في قبر رَجُل غني من الرامة يُدعى يوسف، كان تلميذًا ليسوع. وما أجمل أن نقرأ أنه: «كان في الموضع الذي صُلب فيه بستان، وفي البستان قبرٌ جديد لم يوضع فيه أحدٌ قط»! ( يو 19: 41 ).

وفي عدد 30 نقرأ «فلمَّا أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأسلَمَ الروح». وقد أخذت يد الآب المُحِبة الرقيقة بل القوية أيضًا تعتني بجسد ربنا المبارك بعد موتهِ. صحيح بسماح من الله وإلى حين «كان منظره كذا مُفسَدًا أكثر من الرَجُل، وصورته أكثر من بني آدم»، لكن كل تدبيرات الإنسان وترتيباته قد طُرحت الآن جانبًا، والكل أصبح بترتيب الآب «لأن الآب يحب الابن» ( يو 5: 20 ).

ثم أيضًا في عدد 32 نقرأ «فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخَر .. وأما يسوع فلمَّا جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات. لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه ..، وللوقت خرج دمٌ وماء».

وقديمًا سجَّل روح الله عن هذا الدم أنه قد أُعطي للإنسان «لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إيَّاه على المذبح للتكفير عن نفوسكم، لأن الدم يُكفِّر عن النفس» ( لا 17: 11 ) وفي العهد الجديد نقرأ عن هذا الدم أننا افتُدينا من سيرتنا الباطلة «لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل بدمٍ كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيبٍ ولا دنَسٍ، دم المسيح» ( 1بط 1: 18 ، 19).

والعسكر لم يكسروا ساقي الإنسان يسوع المسيح لكي يُعَجِّلوا موته. حاشا لأن الترتيب الإلهي أن المسيح يضع حياته من أجل خاصته، وأن يموت بإرادته «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا. هذه الوصية قبلتها من أبي» ( يو 10: 18 ). وأيضًا لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل : «عظمٌ لا يُكسَر منه. وأيضًا يقول كتاب آخر: «سينظرون إلى الذي طعنوه».

وبترتيب إلهي امتدَّت أيدي عطوفة وتسلَّمت جسد يسوع ولفَّته بأكفان مع الأطياب. كانت أيدي نيقوديموس ويوسف الرامي تخدم خدمتها الجميلة بينما كانت قلوبهم تقطر ألمًا وحزنًا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net