الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الآب الحنون
«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يوحنا 3: 16 )
نشأ شاب في عائلة فقيرة جدًا وقد كان ابنًا وحيدًا لأبيه. وقد تعرَّض لمرضٍ شديدٍ أفقَدهم كل ثروتهم بحثًا عن العلاج. وإذ بدأ الشاب يتعافى قليلاً، أعلن أنه سيرحَـل باحثًا عن عملٍ بعيدًا عن أبيه. قال له أبوه: لم تتحسن صحتك بعد فكيف ترحَل؟ وما دام في البيت قطعة خبز فهي تكفينا معًا. إلا أن الابن كان قد حسم الأمر، وأعلن إصراره على الذهاب. استسلَـم الأب في النهاية وقال له: ”ليُباركك الله. إذا لم أرَك هنا ثانيةً، فلي رجاء أن أراك في السماء“. وسار معه ليودعَهُ، دون أن يتفوَّه بكلمة واحدة. وبعد أن قطعا مسافة طويلة، استدار الأب عائدًا، وواصَل الابن سيره.

لكن ما هي إلا خطواتٌ قليلة حتى عاد الأب مُناديًا ابنـَـهُ، والدموع تملأ عينيه، وأخرج له جنيهًا من جيبه وأعطاه له، ثم عاد راجعًا. فهم الابن ماذا يعني هذا الجنيه، إنه كلُ ثروة أبيه التي يتاجـر بها كلَ يوم. وذهب الابن، ودارت الأيام، ونجح الابن جدًا في حياته العملية، لكنه لم يعرف باب طريق الله، وعاش لا يُبالي مُطلقًا بوجود الله، إلى أن جاء يوم ألَّح عليه شخص أن يحضر اجتماعًا روحيًا. سمع في هذا الاجتماع الواعظ يتحدَّث عن مَثَل الابن الضال، وسمعه يقول: ”لقد تحدَّثت كثيرًا قبل اليوم عن الابن الضال، لكن هذا اليوم أُريد أن أُحدِّثكم عن أبيه“. أنصَت بانتباه بالغ إلى كلمات الواعظ. أثَّرت فيه جدًا المَقولة: ”الآب اليوم يدعـو جميع الناس إلى الانضمام إليه، إنه فاتح ذراعيه يستقبل الجميع“. تذكَّـر الشاب ما صنعه معه أبوه الأرضي، ووجده صورة لِما يصنعه الآب السماوي مع الخاطئ. أثَّرت فيه المحبة جدًا، وصرخ في قلبه قائلاً: ”أبي السَّماوي يُحبني، أبي السَّماوي يُحبني! حقًا يحبني جدًا!“. ومن ذلك اليوم صمَّم أن يحيا له. ندم على حياته السابقة، وفتح قلبه لحُبه العظيم ليبدأ حياة أخرى بين أحضان أبيه السماوي الذي نادى عليه.

عزيزي القارئ: الله ينتظرك ولا يريد أن تهلك. لقد بذل ابنه الوحيد على الصليب لأجل خلاصك وتعبيرًا عن محبته الشديدة لك. فلا تتجاهل محبته بل عُـدْ إليهِ بالتوبة والإيمان.

يا غريقًا في الشُّرورْ إستنجـد الإلهْ
منقذا غَرقى الأثامْ من لُجَّةِ المياهْ

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net