الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 سبتمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باذلون كل اجتهاد
«وأنتم باذلون كل اجتهاد – قدِّموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة ..» ( 2بطرس 1: 5 )
نحن يجب أن يكون لنا طاقة الاجتهاد لكي تنمو فينا كل السِمات الجميلة للطبيعة المسيحية، التي غُرست بذرتها في كل مؤمن، وهكذا يوجد في إيماننا «فضيلة (شجاعة)». فإذا لم توجد الفضيلة التي تُمكِّننا أن نُظهر انفصالنا وتميُّزنا عن العالم، يصير إيماننا مريضًا وهزيلاً.

وفي الفضيلة يجب أن يوجد «معرفة». فالفضيلة تُضفي قوة عظيمة على صفات المؤمن، ولكن إذا لم نستخدم الفضيلة (الشجاعة) طبقًا للمعرفة، وهي أعظم وأسمى معرفة؛ معرفة الله ومشيئته، يمكن أن تصبح الشجاعة مصدر خطر عظيم.

وفي المعرفة يجب أن يكون لنا «تعفف (أو اعتدال)». لأنه إذا سَيَّرتنا المعرفة فقط، يمكن أن ننتهي إلى التطرف. فالمؤمـن المُدرك للامتيازات، قد يتصرَّف بأسلوب لا يُراعي فيه إخوته البسطاء الذين لا يفهمون كما يفهم هو. وبذلك يُعرِّض إخوته الأقل تمييزًا للخطر (رو14؛ 1كو8). وهذا يُبين ضرورة الاعتدال.

«وفي التعفف صبرًا (قوة احتمال)» (الآية 6). فلا بد أن نجتاز في تجارب وامتحانات، والمؤمن الصابر هو الذي ينتصر فيها.

«وفي الصبر تقوى (مخافة الله)». فنتعلَّـم أن نعيش بالشعور الواعي لحضور الله. فنرى الله في كل ظروفنا، ونتصرَّف على أساس أننا تحت نظره.

«وفي التقوى مودَّة أخوية» (الآية7)؛ لأنه صار في مقدورنا الآن أن نُكيِّف أنفسنا بما يتوافق مع إخوتنا المؤمنين. ونحن ننظر إليهم في علاقتهم بالمسيح، وكمولودين من الله، وليس حسب أهوائنا وأفكارنا، ولا بتحيُّز، ولا بناء على ما نحب ونكره.

«وفي الموَدَّة الأخويَّة محبة»، وهي محبة إلهية، محبة لا تنقطع لمَن لا يستحق المحبة أصلاً، فينبوع المحبة صار في داخلنا، ولذلك هي لا تقوم على ما يُظهره الآخرون تجاهنا. والمؤمن، الذي في اجتهاده للنمو الروحي يحب بهذا الشكل، هو شريك للطبيعة الإلهية بشكل عملي، ويُثمر كما تبين الآية 8 بوضوح «لأن هذه إذا كانت فيكم ..، تُصيِّركم لا مُتكاسلين ولا غير مُثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح».

ولاحظ أن هذه الفضائل يجب أن تكون فينا وبكثرة. وعبارة «كانت فيكم» تفيد أن هذه الفضائل لا يجب أن تكون كرداء نرتديه من الخارج في بعض المناسبات، ثم نخلعه. بل هي كثمرة، وبالتالي فهي ناتج لوجود ونمو الحياة الإلهية داخلنا.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net