الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن أُهين سيجيء
«رابطًا بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه» ( تكوين 49: 11 )«يوم النقمة في قلبي» ( إشعياء 63: 4 )
إن الذي أخلى نفسه .. صائرًا في شبه الناس، الذي أُهين من يد البشر على هذه الأرض، ذلك القدوس القوي، كان في خضوع واتضاع، كشاةٍ تُسَاق إلى الذبح. والذي هو الملك الحقيقي لهذه الأُمة، الذي عندما دخل مدينة أورشليم، دخلها وديعًا على أتان وجحش ابن أتان ( مت 21: 5 إش 63: 4 )؛ فإنه في مجيئه الثاني سوف يربط بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه – أي سوف يتخلَّى عن صورة الاتضاع، ويأتي لينتقم لأن «يوم النقمة في قلبي» (إش63: 4). فالذي جاء مُتضعًا راكبًا جحشًا ابن أتان سوف يأتي راكبًا في مجيئه للظهور على «فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أمينًا وصادقًا وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهيب نار» (رؤ19).

إن الرب لمَّا كان هنا على الأرض، كان يجول يصنع خيرًا كما قيل: «مسحَني لأُبشر المساكين، أسلَني لأعصب مُنكسري القلب» (إش61)؛ ولكن إتمام الآية «وبيوم انتقام لإلهنا». فهو عندما ظُلِم وشُتم كان يُسلِّم لمَن يقضي بعدل. ولذلك سوف يأتي يوم العدل الذي فيه يدين الله هذا العالم «برَجُلٍ قد عيَّـنَـهُ .. إذ أقامه من الأموات». لذلك نجده هنا قد غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. فقد داسَ المعصرة وحده ( إش 63: 3 ). ولأن الآب لا يدين أحدًا بل قد أعطى كل الدينونة للابن، ولذلك سيقوم الأسد الذي من سبط يهوذا ليفك السفر ويفتح ختومه. وهذا الأسد هو بعينه الخروف القائم كأنه مذبوح؛ الذي تألم وصُلِب.

إخوتي الأحباء .. إذا كنا لسنا نرى الآن الكل بعد مُخضعًا له، بل ونسمع كلمات صعبة تُقال عليه، قالها عليه أُناس فجار (يه15). فسوف يجيء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة، وأمام العرش العظيم سوف تُفتح أسفار ويُدان الأشرار ممَّا هو مكتوبٌ في الأسفار بحسب أعمالهم.

أما نحن أيها الأحباء، فنراه الآن مُكللاً بالمجد والكرامة، من أجل نفس السبب الذي احتُقر المسيح بسببه. ليتنا نحن من الآن نُعظِّم ونُمجِّد اسمه، وننتظر بشوق مجيئه.

مَن أُهين سيجـيءْ عن قريبٍ للجزاءْ
فتأنُّـوا تبلغوا المجدَ معه والمُنى

وهيب ولسن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net