الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 سبتمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أخضع الكل لـهُ
«أَخضعتَ كـل شيءٍ تحت قدميهِ. لأنه إذ أَخضعَ الكـل لَهُ لم يترك شيئًا غير خاضع له» ( عبرانيين 2: 8 )
مع أن ربنا يسوع ـ بتجسُّده ـ وُضع قليلاً عن الملائكة، فإن له أن يُكلَّل بالمجد والكرامة، وأن يكون له السلطان المُطلَق، وأن يَخضَع كل شيء تحت قدميه. هذه حقيقة عجيبة ومجيدة، وهي تُبيِّن لنا كيف أن الله دائمًا يرى النهاية من البداية، وأنه لا يمكن أبدًا أن يفشل، كما لا يمكن أيضًا أن ينحرف عن غرضه في أي شيء يضع يده فيه. والله لم يخلق الملائكة أبدًا لكي تتسلَّط، إنما خلقها لكي تخدم. والمخلوق الوحيد الذي خُلق ليتسلَّط، هو الإنسان ( تك 1: 26 ، 27). لكن الإنسان سقط، وبسقوطه لم يَعُد يتسلَّط على المخلوقات الأدنى منه، بل لم يَعُد يتسلَّط على نفسه. ماذا إذًا؟ هل فشل قصد الله؟ لا، وليس فقط أنه لم يفشل، بل أيضًا أنه عندما يأتي ابن الإنسان في مجدهِ، سنرى قصد الله يَثبت بملء ومجد غير محدودين، لم يَخطُرا على بال أحد – غير الله نفسه – عندما خلق آدم. وبدلاً من أن يفشل قصد الله، انتصر انتصارًا مجيدًا.

قد يقول البعض في أنفسهم: قد يكون هذا، ولكن ليس هناك أية علامات واضحة عن هذا في العالم في اللحظة الحالية. هذا صحيح. فإننا «الآن لسنا نرى الكُل بعد مُخضَعًا لَهُ (للمسيح)» (عب2: 8). وحتى الذين يقرُّون بأنهم أتباعه، يُظهرون علامات قليلة عن خضوعهم الفعلي له. والحقيقة هي أننا نعيش في زمن يَصعُب أن نرى فيه أي شيء، إلا إذا توفَّـرت لنا البصيرة التي يعطيها لنا تلسكوب الإيمان.

فالإيمان هو الذي يرى. وهذا ما نراه بوضوح أكثر في عبرانيين 11: 8- 22، 27. فأولئك الرجال في القديم، اخترقوا ببصيرة الإيمان، ووصلوا إلى «أُمور لم تُـرَ بعد»، لكنهم لم يَروا أبدًا المنظر الذي يُضيء أمامنا بكل بهاء؛ فنحن نرى ربنا يسوع «الذي وُضعَ قليلاً عن الملائكة» ـ بتجسُّده ـ «مُكلَّلاً بالمجد والكرامة» في السَّماوات العُلى ( عب 2: 9 ). هل كان لدى العبرانيين قوة رؤية تلسكوب الإيمان، ليصلوا بها إلى يسوع المُكلَّل بالكرامة والمجد، وإلى الأشياء التي تعلو على الشمس؟ وهل نمتلك نحن قوة الإبصار هذه؟ لو توفَّـر لنا هذا، لا يمكن أن نُهمِل «خلاصًا هذا مقداره»، ولا يمكن أن نَدَعه يتسرَّب من بين أيدينا، ولا أن تنزلق أقدامنا إلى الارتداد. وعندما نوجِّه أبصارنا إلى يسوع، سنواصل سباق الجهاد المسيحي، بطاقة يُعطيها الله نفسه.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net