الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 سبتمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سؤالان وإجابة واحدة
«والذين في السفينة جاءوا وسجدوا لـهُ قائلين: بالحقيقة أنتَ ابن الله!» ( متى 14: 33 )
كثيرًا ما يسأل الإنسان نفسه أسئلة لا يجد لها جوابًا. وقد يكون السائل من أحكم حكماء عصره مثل ”أجور ابنِ مُتَّقية مَسَّا“ الذي إذ لم يجد جوابًا شافيًا لتساؤلاته، وصفَ نفسه بالقول: «إني أبلَد من كل إنسان». لقد أقـرَّ بجهله من جهة الحكمة الحقيقية، ومعرفة القدوس، وذلك لأن أسئلته كانت تتعلَّق بالله في تواجُده كمَن يملأ الكل في الكل رغم تجسُّده، وفي قدرته الظاهرة في خليقته، وفي اسمه واسم ابنه في أقانيمه ( أم 30: 1 -4). وعلى ذات القياس، فإننا نعرض سؤالين لم يجد سائلاهما عنهما إجابة:

السؤال الأول: «مَن هو؟»: هذا السؤال سألَـهُ شعب إسرائيل في البرية عندما أعطاهم الله المَنَّ. وإذ لم يكونوا قد رأوه أو عرفوه من قبل، فإنهم تساءلوا قائلين: «مَن هو؟» ( خر 16: 15 ). وكما نفهم في نور الإنجيل، ومن أقوال الرب يسوع في يوحنا 6 أن المَنَّ صورة لمجيء المسيح متجسِّدًا في هذا العالم. ولأنه جاء مُتنازلاً في صورة الاتضاع، خاصته لم تقبله، والعالم لم يعرفه ( يو 1: 10 ).

السؤال الثاني: «مَن هو هذا؟»: وهذا السؤال أكثر إيلامًا من سابقه لأنه صدر من تلاميذه المُقرَّبين إليه، لكنهم بالأسف لم يعرفوه ولم يُقدِّروه حق قدره، فكان في نظرهم مجرَّد مُعلِّم نائم على وسادة في مؤخـر السفينة، ولا يهمه أنهم يهلكون، حيث كانوا مُعذَّبين من الريح العاصفة والأمواج الهائجة. فإذ به يقوم وينتهر الريح، ويقول للبحر: «اسكُتْ! ابكَمْ!». فتسكن الريح ويصير هدوء عظيم. أما هم فعقدت الدهشة ألسنَتهم، فلم يستطيعوا أن يُجيبوه، وخافوا خوفًا عظيمًا، وقالوا بعضهم لبعض: «مَن هو هذا؟ فإن الريح أيضًا والبحر يُطيعَانه!» ( مر 4: 35 - 41)، بينما كان عليهم الاعتراف أنه الله الذي يقول فيكون، ويأمر فيصير.

أما في متى 14: 33 فنجد الإجابة عن السؤالين السابقين؛ فعندما قَبِله التلاميذ في السفينة بعد أن جاءهم ماشيًا على الماء، جاءوا وسجدوا له مُقرِّين وقائلين: «بالحقيقة أنتَ ابن الله!».

عزيزي القارئ: ما هو موقفك من المسيح؟ هل تؤمن أنه بالحقيقة ابن الله؟ هل تأتي إليه لتتمتع بخلاصه، فتسجد له. ليتك تفعل هذا الآن!

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net