إن الذين يُحاربون الإنجيل يقولون: إن المسيح حدثت له إغماءة فوق الصليب ولم يمُت، وأنه عندما وُضِعَ في القبر انتعشت روحه ثانيةً. لكننا نؤكد أن المسيح مات للأسباب الآتية:
1- أن نبوات العهد القديم ورموزه أكَّدَت ذلك، فهو ”مات حسب الكتب“.
2- أنه هو نفسه تحدَّث في أيام جسده عن موته، بدل المرة مرات ( مت 16: 21 ؛ 17: 9؛ 20: 18؛..).
3- أنه بعد قيامته قال ليوحنا في جزيرة بَطمس: «كنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين» ( رؤ 1: 18 ).
4- أن الجنود وقائدهم، وهم المُتدرِّبون على عملية الصلب، تأكدوا من حقيقة موته ( يو 19: 33 ).
5- أن طعنة الحربة في جنب المسيح بعد أن مات، وهي أحدَثت حفرة رهيبة بحيث كانت تسمح بدخول يد إنسان في الجنب المطعون، من شأنها أن تُحْدِث الموت، لو لم يكن المسيح قد مات قبلها ( يو 19: 34 ؛ 20: 27).
6- أن أعداءه من قادة اليهود شهدوا بأنه مات ( مت 27: 63 ، 64).
7- أن بيلاطس نفسه تحقق من موته ( مر 15: 44 ، 45)، والسُلطة الرسمية في الجيل الأول للمسيحية لم يكن لديهم اختلاف من جهة موته، بل كان الاختلاف من جهة قيامته ( أع 25: 19 ).
وحقًا إن المسيح مُتفرِّد وعجيب: فلم يُولَد أحد كما ولِدَ هو، ولم يَعِش أحد كما عاش، ولم يَمُت أحد كما مات! وموت المسيح حقيقة كتابية نتمسَّك بها، فهو بعد أن احتمل كل الآلام الكفارية، كان لا بد له أن يجتاز الموت، الذي هو أجرة الخطية ( رو 6: 23 ). والموت كان أحد أهم أغراض تجسُّده، فهو «وُضِعَ قليلاً عن الملائكة (بالتجسُّد)... من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد» ( عب 2: 9 ). وفي الآية التي في صدر هذا المقال لَخَّص الرسول بولس الإنجيل في هذه الكلمات: «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب».
عَلَّق أحدهم على موت المسيح الاختياري قائلاً: ”إن المسيح هو رب الموت وسيده، وعندما أمر حامل سلاحه أن يطعنه، أطاع العبد، ومات الملك؛ وليس كما حدث مع الملك الشرير شاول في موقعة هزيمته (1صم31)، فنحن هنا أمام الملك المنتصر في الموت وبالموت وعلى الموت“.