الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 سبتمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود (العبادة) الحقيقية
«لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له» ( يوحنا 4: 23 )


  • الساجد الحقيقي: ليس كل من يُقدِّم سجودًا هو ساجـد، ولكن كل ساجـد يُقدِّم سجودًا. فليس كل مَن يعالج مريضًا طبيبًا، ربما يكون صيدلانيًا، ولكن كل طبيب يُعالج مرضاه. فأغلبية البشر يسجدون لِما ليسوا يعلَمون. فالساجـد هو التائب القلب، المُمتلك للحياة الأبدية بالإيمان بالمسيح ابن الله، وله سلام مع الله من جهة غفران خطاياه، واعيًا ومُتمتعًا بالخلاص الحاضر من الخطايا والضعفات. وهو صاحب قلب مُمتلئ بالله، لا يرغب سواه، مرفوع له بالليل والنهار. وهذا التقي هو ساجد في البيت والاجتماع. ينتظر الاجتماع حول الحبيب بشغَـف، ليفيض قلبه سجـودًا. والآب لمثل هؤلاء طالب.

  • السجود بالروح والحق: والسجـود المسيحـي هو بالروح والحق ينبغي أن يُقدَّم ( يو 4: 24 ). فالطبيعة الجديدة روحية في طابعها، ساكنة في أرواحنا الحيَّة، بعد الإيمان، والروح القدس ساكن فيهما. وممارسة السجود نفسه لا بد أن يكون بقوة الروح ولا اتكال فيه على الجسد ( في 3: 3 ). والسجود بالحق، ليس فقط حسب الحق المُعلَن عن الآب ونعمته، بل سجود حـقيقي من خلال الإله الحقيقي (الابن) والحياة الأبدية، وحقيقي في مستوى وأسلوب تقديمه.

  • مكان السجود: السجود هو أساسًا حول الحبيب. ولكن هذا لا يمنع سجودنا الفردي في منازلنا، وهو الأساس والتدريب الفردي الخفي الحقيقي لسجودنا الجماعي. ولكن سجودنا الجماعي هو الغرض الحقيقي المُنعش لإلهنا وأبينا، وهو هيكل عبادتنا الأعظم. ومكان سجودنـا الآن هو في الأقداس السماوية ( عب 9: 24 )، وإن كنا ما زلنا بأجسادنا على الأرض، لكن لنا بالروح قدوم إلى الآب في الأقداس ( أف 2: 18 ). والروح يُدخِلنا إلى هناك، وإلى هناك يُصاحبنا، لينعش قلوبنا، لتفيض سجودًا حقيقيًا. وإن كنا بأرواحنا في الأقداس، والله روح، لا يحدّه مكان؛ فأي مكان بسيط على الأرض؛ حيثما يجتمع اثنان أو ثلاثة إلى اسمه وهو في الوسط، فالسجود يُسكَب لصاحب الإنعام.

  • السجود: السجود أو العبادة هو الإشادة بأمجاد الله، في حالة تعبُّد وخشوع. إنه التغني، بألقاب الله وأعماله وقوته ونعمته. هو فيضان أفراح القلب، من فرط سعادته بالله، في الشركة اليومية معه. وما أعذب أن يُردِّد كل تقي في مسَامـع أخيه فضائل إلهنا ومعبود قلوبنـا! وهـو لها مُنصـت ومُتسلِّم ومبارك.



  • أشرف يوسف
    Share
    مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
    إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net