الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إله كل نعمة
«لمْ يُبْصِرْ إِثمًا فِي يَعْقُوبَ، وَلا رَأَى تعَبًا (تمرُّدًا) فِي إِسْرَائِيل» ( عدد 23: 21 )
من الصعب أن نميِّز أيهما أكثر روعةً وجمالاً، هل هي نعمة الله المُخلِّصة التي تُعطي للمؤمن مركز الثبات الكامل في المسيح، وتجعله مُبرَّرًا ومقبولاً أمام الله، أم هي النعمة التي تحتمله بأناة كثيرة في الطريق رغم فشله المُتكرِّر؟ وأيهما أكثر تأثيرًا: هل التمتع بغفران الخطايا على أساس دم المسيح، أم مُعاملات الله الصبورة مع خطايانا بعد الإيمان؟ هل هي النعمة التي ستضعنا في المجد بجوار ابن الله على صورة جسد مجده، أم هي النعمة التي تُشَكِّل في أوانينا وتجعلنا مُشابهين صورته ونحن هنا على الأرض؟ ورغم أنها حقيقة مؤكَّدة أن «ما يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد أيضًا»، لكنها أيضًا حقيقة مؤكَّدة أن الله «لَمْ يَصْنعْ مَعَنا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنا» ( مز 103: 10 ).

إنه إله كل نعمة الذي «لم يُبصِر إِثمًا فِي يَعقُوبَ، وَلا رَأَى تَعَبًا (تمرُّدًا) فِي إِسرَائِيل» ( عد 23: 21 )؛ هذه الكلمات قالها الله على لسان بلعام عن هذا الشعب الذي أظهر الكثير من التذمُّـر والتمرُّد على الله. ونلاحظ أن النبي لم يَقُل: إن الله ”لم يجد إثمًا في يعقوب“، لأنه يعرف أنه موجود. ولو قال ذلك لِمَا شعر المؤمن براحة أو تعزية، لأنه يَصطدم بالخطية الساكنة فيه كل يوم. والرسول يوحنا يقول: «إِن قُلْنَا: إِنَّهُ لَيسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنفُسَنَا وَلَيسَ الحَقُّ فِينَا» ( 1يو 1: 8 ). وكل مؤمن يعرف ضربة قلبه. لكن الذي يُعطي الراحة والسلام هنا هو أن أعلَم هذه الحقيقة العجيبة؛ أن الله لا يرى فيَّ إثمًا. إنه «لم يُبْصِر إِثمًا فِي يَعقُوبَ» لأنه يراه من خلال المُحْرَقَة الدائمة التي تجلب السرور لقلبه. كذلك نحن، لا يرى الله ما فينا من عناد وتمرُّد وشرور، لأنه يرانا في المسيح الذي حَمَلَ خطايانا في جسدهِ على الخشبة، والذي مجَّدَهُ بطاعته الكاملة حتى الموت موت الصليب «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثمَ جَمِيعِنَا» ( إش 53: 6 ).

فكم هو عجيب ومؤثر في القلب صبر النعمة الذي يتحمَّل إخفاقاتنا وجحودنا المُستمر الظاهـر في طرقنا التي لا تُمجِّد المسيح! لذلك نُكرِّر القول: إنه من الصعب تحديد أي من الاثنين أعجب: محبة المسيح التي غسَّلَتنا من خطايانا، أم محبته التي سيظل يُحبنا بها بلا حدود ”إلى المنتهى“ على الرغم من أنه ليس فينا ما يستحق الحُب!

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net