الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أباكم يعلَمُ
«أَبَاكُمْ يَعلَمُ مَا تحتـاجُونَ إِلَيهِ قَبلَ أَنْ تسأَلُوهُ» ( متى 6: 8 )
في متى 6: 7، 8 يُخبرنا ربنا بأن نُقدِّم طلباتنا إليه. ولكنه قال للتو إننا يجب ألاَّ نكون مثل الوثنيين الذين يعتقدون أنهم لكثرة كلامهم يُستجَاب لهم، «لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعلَمُ مَا تَحتاجُونَ إِلَيهِ قَبلَ أَنْ تَسأَلُوهُ». ولكن إذا كان الله يعرف قبل أن نسأله، فلماذا يجب علينا أن نُعبِّر عن احتياجاتنا له؟ ولماذا نُخبره بأمور يعرفها بالفعل؟ يأتي بنا هذا إلى قلب معنى الصلاة. إننا لا نُخبر الله بهذه الأشياء لأنه لا يعلمها، كلا، بل يجب أن نفكر في الصلاة باعتبارها أكثر علاقة بين أب وابنه. وقيمة الصلاة هي أنها تحفظنا في قُرب وتواصل مع الله.

إن الكثيرين منَّا يميلون للتفكير بأن الله كأب لنا يُعطينا عطية النعمة في دفعة واحدة، وأننا إذ نتلقاها، علينا فقط أن نواصل حياتنا بواسطتها. ولكن الأمر ليس كذلك، لأن هذا يمكن أن يكون شديد الخطورة علينا. فلو أعطانا الله كل عطايا نعمته دفعة واحدة، سنكون في خطر الاستمتاع بالعطية، ونسيان الله. إن الله يريدنا نحن. وكأب لنا، هو يُحبُّ أن نتكلَّم معه. إنه مثل الأب الأرضي من هذه الناحية. فالأب يشعر بالجرح الشديد من ابنه، الذي يفرح ويستمتع بالهدية التي أعطاه إيَّاها أبوه، ولكنه لا يسعَ أبدًا لرفقته مرةً أخرى، إلا عندما تنفد موارده، ويحتاج إلى المزيد. كلا، بل يُحبُّ الأب أن يأتي ابنه ويتكلَّم معه. وهذه هي طريقة الله في فعل ذلك. إن هذا يُشبه بالضبط أن يضع الأب وديعة عظيمة لابنه في البنك، ويُمكن للابن أن يتلقى فقط مبلغًا من المال عن طريق كتابة شيك. في كل مرة يحتاج إلى دفعة أخرى من المال، يكون عليه أن يكتب شيكًا. هذه هي الطريقة التي يتعامل بها الله معنا. . فالله في نعمته يُقدِّم لنا ضمانة، وكل ما علينا أن نفعله هو أن نقوم بتوقيع شيكاتنا وتقديمها إليه. تلك هي الصلاة؛ إنها تقديم الشيك الخاص بنا. فقط اذهب لله، واطلب منه أن يقبله ويدفعه.

هذا بالتأكيد هو الأمر الرائع، أن الله يُحبُّ أن نأتي إليه. يهوه العظيم، الذي هو منذ الأزل وإلى الأبد – هذا هو الشيء المُذهل – أنه يُحبُّ منا أن نأتي إليه باعتبارنا أولاده، ويُحبُّ أن يسمعنا. الإله الذي خلق السماء والأرض، والذي يأمر النجوم في مدَاراتها، يُحبُّ أن يسمع شفاهنا تُسبِّحه، ويُحبُّ أن يسمع طلباتنا. هذا لأن الله محبَّة: وهذا هو السبب في أنه رغم معرفته بكل شيء عن احتياجاتنا، فإنه يُسـرّ عندما يرانا نأتي إليه، لكي نطلب منه احتياجاتنا اليومية.

مارتن لويد جونز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net