الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يقين الخلاص
«التفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الجَمْعِ ... وَكَانَ يَنظُرُ حَولَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذا» ( مرقس 5: 30 ، 32)
أتَت نازفة الدم إلى الرب يسوع في وسط الجمع، وكان لديها إيمان بأنها لو تلمسه فقط فإنها تُشفى. وكل ما كانت تقوله في نفسها كان صحيحًا، فبعدما لمَسته شُفيت من دائها في الحال. وفي تلك اللحظة تحديدًا يقول الكتاب: إن الرب يسوع «لِلوَقتِ التَفَتَ ... بَينَ الجَمعِ ... وَكَانَ يَنظُرُ حَولَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا». ونحن نتعجَّب لماذا كان هذا الأمر في غاية الأهمية! لقد شُفيت بالفعل، فلماذا لم تذهب إلى بيتها بسلام؟ ولنتصوَّر للحظة أن الرب يسوع سمحَ لها بذلك؛ أن تعود إلى بيتها، فما هو أساس يقينها بأنها قد شُفيت؟ صحيح إننا نقرأ «لِلوَقتِ جَفَّ يَنبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَت فِي جِسمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ»؛ إن مشاعرها وعواطفها واختباراتها جميعها تقول وتؤكد لنفسها تتميم الشفاء، ولكننا جميعًا نعرف أنها قواعد ضعيفة إذا استندنا عليها لتمدّنا باليقين. إنها قد تشعر يومًا بالصحة والقوة، وفي اليوم التالي ربما تشعر بازدياد أوجاعها مما يجعلها غير متأكدة من يقين شفائها. وربما يسألها البعض: كيف عرفتِ أن مرضك لن يعود إليكِ ثانيةً؟ ويا له من موقف مُربِك لها!

ولكن أ ليس العديد من المسيحيين يضعون أساس يقينهم بالخلاص على مشاعرهم الشخصية، وعواطفهم واختباراتهم التي تتغيَّر كثيرًا، والنتيجة أنهم لا يحصلون على يقين الخلاص! لقد أراد الرب أن يرى هذه المرأة وقد تغيَّرت في كل شيء. لقد جاءت إلى الرب «وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرتَعِدَةٌ». وبالتأكيد ليست هذه صورة شخص لديه بالفعل يقين الخلاص. ولكنه الآن يقول لها: «يَا ابنَةُ، إِيمَانُكِ قَد شَفَاكِ، اذهَبِي بِسَلاَمٍ، وَكُونِي صَحِيحَةً مِن دَائِكِ». لقد أصبح لها الآن أساس لا يهتز وهو كلامه. والآن يمكنها أن تقول لنفسها الحائرة، ولكل مَن يسألها عن خلاصها، إنه قال لي:

«يَا ابْنَةُ» .. ومعنى ذلك أنه قَبلني كواحدة من خاصتهِ.

«إِيمَانُكِ قَد شَفَاكِ» .. وليس اختباري ولا مشاعري.

«اذهَبِي بِسَلاَمٍ» .. فليس بعد اضطراب ولا خوف، ولكن تمتُّع بسلام حقيقي.

«كُونِي صَحِيحَةً مِن دَائِكِ» .. أي شفاء دائم مستمر طوال الحياة. ألا يتكلَّم هذا إلينا عن خلاص أبدي طوال الأبدية. إن أساس يقيننا هو كلمة الله. لقد قال لي ذلك، وأنا أؤمن بما قال.

وما زال الرب يتطلَّع حوله ليتكلَّم لأولئك الذي ليس لهم يقين خلاص حقيقي بسبب أنهم لا يستندون على كلمتهِ.

مايكل فوجلسانج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net