الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تربية الأولاد
«رَبِّ الوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتى شَاخَ أَيضًا لاَ يَحِيدُ عَنهُ» ( أمثال 22: 6 )
”ابني: مِلْك مَنْ هو؟ هل هو لي أم للرب؟“ هذا سؤال يجب أن يُجيب عليه الآباء والأمهات المسيحيون بصراحـة. يجب أن ندرك ونُقرِّر - حتى قبل أن يُولَد أولادنا - إنهم بوجه خاص عطية من عند الرب؟ ولمَّا جاءوا إلى العالم فإن أول واجب في أعناقنا هو أن نرعاهم ونُقدِّمهم له. وإذ تضع الأُم المسيحية هذه الحقيقة في بالها، تكون لها خير مبدأ يُسدِّد خُطاها في أمر تربيتهم. وإنني أهيب بالأمهات أن يُقرِّرن هذه الحقيقة في أذهانهن، وهي أن أطفالهن هم مِلك لله لا مِلك أنفسهن، وما هن إلا وكيلات عن الله يرضعن له أولادهنَّ ويُربينهم فـي خوفه ( خر 2: 9 ).

وفي متناول الأُم، مهما تكن مواردها المادية ومداركها العلمية ونوع عملها، أن تفعل هذا لو أنها جعلت في قلبها - بنعمة الله - أن تتحمَّل مشقة التربية المسيحية. إن الطفل الذي ينشأ نشأة قَويمة تكون له ثقة بأبويه لا حدَّ لها، فعنده، أن ما يقوله أبواه هو فصل الخطاب، فإذا ما استطاعت الأُم أن تستغل هذا التأثير بحكمة، فإنها تُهيئ جوًا صالحًا حول طبيعة وليدها الأدبية؛ جوًا يَصون ويَصوغ كل حياته المستقبلة.

إن شئتِ أيتها الأُم أن تُربِّي وليدك فانظري أن تمارسي ما تعملينه، وقدِّمي له بالبرهان كيف يمارسه بدوره، ومهما يكلِّفك الأمر من مشقة واهتمام فلاحظي باستمرار أنه يفعل ذلك.

افرضي أنكِ صاحبة كرمة، وأن لهذه الكرمة عقل وإرادة. وتقولين للكرَّام: ”أُريد لكرمتي أن تأتي بأكبر كمية من الثمار“. فأخذ الكرَّام يتعهَّد الكرمة كل صباح قائلاً لها: ضعي في بالك أيتها الكرمة أن ينمو هذا الغصن في هذا الاتجاه، وذلك في اتجاه آخر، لا تُكثري من الفروع هنا وهناك، لا تبدِّدي العصارة في عديد من الأوراق. ثم يتركها الكرَّام، لشأنها بعد ذلك. ولكن ها الكرمة تنشأ كما تشاء هي وليس بحسب تعليمات الكرَّام، لأن الطبيعة أشد صلابة من أن تتجاوب مع مجرَّد النظريات. فالأقوال لا تمنع انحرافها، وإنما على الكرَّام أن يفعل ما هو أشد من الكلام. عليه أن يُثبِّت كل غصن حيث يريد له أن يمتد، وأن يستأصل ما هو شاذ، ويتعهَّد الكرمة باستمرار إن أُريد لها أن تتربَّى لتزدهر جمالاً وإثمارًا. وهكذا أيتها الأُم إن شئتِ أن يتربَّى وليدك لله وللبر يجب أن توجِّهيه وتُرشديه إلى الطريق التي يسلكها، وأن لا تكتفي بمجرَّد الأوامر والنواهي.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net