الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة بعد فوات الأوان!
«الآنَ هُوَ يَتعَزَّى وَأَنتَ تتعَذبُ» ( لوقا 16: 25 )
في هذه القصة نرى التباين الشديد بين الغني ولعازر الفقير. ويُمكن القول إنها استمرار لقصة الغني الغبي الذي لم يرَ الحقائق الأبدية ( لو 12: 16 -21)، بينما الغني في قصتنا رأى الحقائق الأبدية، ولكن بعد فوات الأوان ( لو 16: 19 -31). لقد مات الغني ودُفِن، ورفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب. وهذا هو النصيب المشؤوم لأولئك الذين يُهملون خلاص نفوسهم.

وغالبًا ما يُقَال إنه ليس بسبب كونه غنيًا ذهب الغني إلى الجحيم، وليس بسبب كونه فقيرًا خلُص الفقير. أ ليس كذلك؟ الإجابة: ”نعم“ و”لا“. وبكل تأكيد فإن الناس لا تهلك بسبب غناها. ولكن مما يؤسَف له – وهذا حقيقي كذلك – أن الملايين يهلكون لكونهم أغنياء؛ إنهم يسمحون لوفر الماديات وما يمتلكونه أن يغلِق آذانهم وقلوبهم عن سماع صوت نعمة الله. وهذا ما جعل الرب يقول: «مَا أَعْسَـرَ دُخُولَ ذَوِي الأَموَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!» ( لو 18: 24 ).

وما هو مؤكد بحق أيضًا أن الناس لا تخلُص بسبب فقرها. وبالرغم من ذلك فالملايين سوف يخلصون، مِمَّن لديهم القليل جدًا أو مِمَّن لا يملكون شيئًا من ممتلكات هذا العالم التي لا يمكن الوثوق بها. وبسبب ذلك فلديهم الاستعداد أن يفتحوا قلوبهم لرسالة محبة الله ونعمته: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشّـِرَ المَسَاكِينَ» ( لو 4: 18 )، «أَمَا اختارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذا العَالَمِ أَغنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ المَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟» ( يع 2: 5 ).

وفي الأرض كان لعازر يستعطي، ولكن من الجانب الآخر بعد موته أصبح بالحق إنسانًا غنيًا. أما الغني في هذه الحياة فقد صار فقيرًا في جهنم، إذ قد طلب نقطة ماء، ولكن الوقت صار مُتأخرًا جدًا!

إننا لا نقرأ أن الغني صلَّى عندما كان هنا على الأرض. لربما كان شبيهًا بملاك كنيسة لاودكية في روحه، إذ قال: «إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ استَغنَيتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيءٍ» ( رؤ 3: 17 ). ولكنه صلَّى في الهاوية! إنه صلَّى لأجل إخوته الذين كانوا يعيشون في الأرض، ولم يُرِد أن تكون نهايتهم في مكان العذاب هذا. إنه ليس بمقدور أحد أن يُنكر الحقائق الأبدية في جهنم، ولكن يصبح الوقت متأخرًا جدًا لتغيير أي شيء. أما إخوته الأحياء فهم في حاجة لأن يهربوا من ذلك المكان المُرعب، باللجوء إلى الرب يسوع المسيح.

مايكل فوجلسانج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net