الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ألعازارُ وشجاعته
«أَلِعَازَارُ .. صَعِدَ (هرب) رِجَالُ إِسْرَائِيلَ. أَمَّا هُوَ فأَقَامَ وَضَرَبَ الفِلِسْطِينِيِّينَ» ( 2صموئيل 23: 9 ، 10)
يا للخزي أن نقرأ «وَصَعِدَ (تقهقر – هرب) رِجَالُ إِسرَائِيلَ (The Men Of Israel Were Gone Away)»! ولكن يا للمفارقة «أَمَّا هُوَ (أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو) فَأَقَامَ (قام - He Arose)»!

فها هو رجلٌ قد وهَب نفسه ببسالة في ساعة احتياج حَرِج. لم يُذكَـر عنه شيء فى موضع آخر، سوى في المقطع الموازي في 1أخبار11: 12-14. كان ”أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو“ هذا هو أحد الثلاثة الأبطال الذين مَكَّنوا سَيِّدهم الملك من تحدِّي ومُجابهة، بل وتعيير والازدراء بالفلسطينيين المُجتمعين ( 2صم 23: 9 ). ففي وقتٍ ما، ولسببٍ ما، كان جيش الملك ”قد رحَل (هرب)“، ولكن ”أَلِعَازَارُ“ رفض أن يهرب أمام قوات العدو المُجتمعة، فلم يثبت فقط بنُبل في مكانه، لكنه أخذ مكان المُهاجم، وبثقته في الله الحي وقع على المئات منهم وقتلهم.

لقد نبَّر الروح على شجاعة ”أَلِعَازَارُ“ وإقدامه بإخبارنا أنه فعل ذلك في الوقت الذي ”تراجع فيه رجال إسرائيل“. هذا هو الوقت الصحيح لإظهار الشجاعة الحقيقية. عندما يَسود عدم الإيمان، ويفتقر الكثيرون إلى الغيرة، أو يزداد الخوف من الناس، وعندما يفسح فساد المسيحية الاسمية وعطبها المجال لقوى الشر، حينئذٍ تكون الفرصة، لمَن يعرفون الرب ويثقوا به، أن يتقَووا ويصنعوا الإنجازات. إن الأمر لا يحتاج إلى شجاعة كثيرة لمواجهة العدو في الوقت الذي يتقدَّم فيه كل أقراننا الجنود ببسالة ضده، بينما يتطلَّب الأمر عزمًا شديدًا وجسارة لمُهاجمة عدو مُنظم وقوي فى وقت تكون قد وَهنت فيه عزيمة الرفقاء وفلُّوا مُدبرين، تاركين ساحة القتال ضد أجناد الشر الروحية.

إن الله يُقدِّر الأمانة والغيرة المقدسة في زمن الارتداد والتخاذل أكثر بكثير منها في زمن النهضة. إن الضيق لا يمتحن الشخص فقط، بل يُظهر ما فيه، كما تُثبت العاصفة الهائجة متانة السفينة أو ضعفها.

إن ما هو مُسجَّل هنا كإكرام ”لأَلِعَازَار“ يجعلنا نتفكَّر في الرسول بولس المحبوب؛ كم من مرات وقف وحيدًا، إلا أنه لم يَدَع تخلِّى الآخرين عنه عذرًا ليثبط مجهوداته. في مناسبة واحدة رثى قائلًا: «أَنتَ تَعْلَمُ هذَا أَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ فِي أَسِيَّا ارتَدُّوا عَنِّي» ( 2تي 1: 15 ). بعد ذلك، فى نفس الرسالة كتب: «فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحضُـرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَب عَلَيهِم. وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي» ( 2تي 4: 16 ، 17). ولاحظ أن اسم ”أَلِعَازَارُ“ معناه ”الله يعين“ أو ”الله يُقوي“ أو ”الله يُعضد“. ليتنا جميعًا اليوم نتعلَّم مِن هذا المثال.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net