الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثمرُ الروح .. فرحٌ، سلامٌ
«وَأَمَّا ثمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: ... فَرَحٌ، سَلاَمٌ» ( غلاطية 5: 22 ، 23)
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: .. فَرَحٌ» .. لقد كان منهاج المسيح دائمًا هو الفرح الثابت العميق، رغم الظروف العصيبة التي أحاطت به في حياته. واسمعه يقول: «لِذلِكَ فَرِحَ قَلبِي وَابتَهَجَت رُوحِي» ( مز 16: 9 ). قال ذلك بصدَد أرهب اللحظات في كل التاريخ: هول الصليب! كما قال لتلاميذه في الليلة عينها: «كَلَّمتُكُم بِهَذا لِكَي يَثبُتَ فَرَحِي فِيكُم وَيُكمَلَ فَرَحُكُم» ( يو 15: 11 ).

ويختلف الفرح الذي هو ثمر الروح عن المسـرَّات الأرضية وعن الطرَب العالمي، فهذا الفرح لا ينبع من الصحة أو الرخاء أو الظروف الموَّفقة، ولا تُعبِّر عنه ضحكات السكارى، فهذه كلها ثمار طبيعية ينتجها العالم. لكن المؤمـن الحقيقي يفرح في الرب كل حين. وكما أن كل مياه العالم لا تستطيع أن تُطفئ نار الروح القدس، فإن كل ارتباكات الأرض ومآسيها لا تقدر أن تطغى على الفرح الذي ينشئه الروح القدس في قلب المؤمن. وإذا كان الروح القدس غير مُعطَّل في حياتنا فستنضح وجوهنا بالبِشر، وسنشيع الفرح في من حولنا، وسينطبق علينا قول بني قورح: «نَهر (هو المسيح نفسه) سَوَاقِيهِ (وهم جميع المؤمنين المُتصلين فعليًا بالمسيح) تُفَرِّحُ مَدِينَةَ اللهِ، مَقْدِسَ مَسَاكِنِ العَلِيِّ» ( مز 46: 4 ).

والفرح نافع ومفيد في حياتنا الروحية، فالحزن يشلّ القدرة، ويجعلنا عاجزين عن أن نخدم أو نسجد، على العكس من ذلك فإن فرح الرب هو قوتنا ( نح 8: 10 ).

«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: ... سَلاَمٌ» .. والسلام هو حالة الهدوء والهجوع التي للقلب. إنها ”نفس تتمتع بسكون الأبدية“. ولقد كان المسيح دائمًا مُتمتعًا بالسلام، سواء في السفينة وسط البحيرة الهائجة، عندما اضطجع ونام نوم السكينة والسلام ( مز 4: 8 يو 14: 27 )؛ أو في العليَّة، قبيل ذهابه ليواجه كل الأعداء البشريين والروحيين، عندما قال لتلاميذه: «سلاَمًا أَترُكُ لَكُم. سَلاَمِي أُعطِيكُم»، وأيضًا «قَد كَلَّمتُكُم بِهَذا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلاَمٌ» (يو14: 27؛ 16: 33).

ويعبِّر عن هذا السلام العجيب صورة التقطتها بعض وسائل الإعلام لركاب طائرة مخطوفة، في أواخر القرن الماضي، أُفرج عنهم بعد أيام عصيبة قضوها على متن الطائرة، كانوا فيها مُعرَّضين للموت في أية لحظة. والركاب - عندما أُفرج عنهم - كان يبدو عليهم الإرهاق والانزعاج، إلا طفل صغير كان في حضن أُمهِ في نومٍ عميق لذيذ!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net