الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الله المُتعقِبة
«الَّذِي ابْتدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكَمِّلُ إِلَى يَومِ يَسُوعَ المَسِيحِ» ( فيلبي 1: 6 )
إن مقاصد الله الصالحة لا يمكن أن تَخيب، وقوة الله الحافظة لا تفشل على الإطلاق. وثبات القديسين ممكن فقط بفضل ثبات الله. وحقًا أن أولاد الله محفوظون بقوة الله الفائقة، ولولا ثبات الله وقوته ما كنا نجد مسيحيًا واحدًا في دائرة النعمة. نعم، الله هو الذي حفظنا من كل الشرور وأحاطنا برعاية خاصة، رغم كل ما فينا من نقائص وعيوب ومعطلات.

وكان الرسول بولس راسخ الثقة بهذه الحقيقة، فقد كتب إلى أهل فيلبي يقول: «وَاثِقًا بِهَذَا عَينِهِ أَنَّ الَّذِي ابتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًـا يُكَمِّلُ إِلَى يَومِ يَسُوعَ المَسِيحِ». إن الرسول بولس يُحوِّل أنظارنا عن ضعفاتنا ونقائصنا، ويُثبتها في الرب القادر أن يحفظنا غير عاثرين إلى ذلك اليوم عينه. إنه يدعونا كي نرفع أبصارنا عن كل ما يُحيط بنا من ظروف قاسية مُفشلة، عالمين أن قوة الله الحافظة لا تفشل، ومقاصده الصالحة لا تخيب.

إن إلهنا لا يترك عمله ناقصًا، إنه يُكمّل ما قد بدأهُ. وهو لا يفشل على الإطلاق. تأمل ما جاء في نبوَّة إشعياء عن صبر مُخلِّصنا وثباته: «لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنكَسِرُ حَتى يَضَعَ الحَقَّ فِي الأَرضِ» ( إش 42: 4 ). وفعلا إن ”رَبِّي وَإِلَهِي“ لم يعرف الكَلَل. فرغم أن تلاميذه تركوه وتخلُّوا عنه عند الصليب، لكنه لم يتركهم أو يُبغضهم. لقد أحبَّهم إلى المنتهى، مع أنه لمَس فيهم الأنانية والجسدانية ومحبة العالم. نعم لقد أحبهم واختارهم ليكونوا رُسله وشهوده في العالم أجمَع. إن تصرفاتهم أحزَنت قلبه، لكنه لم يفشل من جهتهم، واستطاع بقوته وروحه أن يحوِّلهم إلى أبطال الإيمان ورسل الرحمـان، وأنجز بهم قصده. لقد كان الرب يسوع مُتسلِّحًا بثقة لا تتزعزع بأن العمل الصالح الذي ابتدأه الآب سوف يُتمِّمه، وأنه لا يمكن أن يفشل الله في تتميم أيٍّ من مقاصده.

حقًا ما أعظم قوة الله! وما أعجب محبته! وما أروع صبره وطول أناته! إن ”فرانسيس طومسون“ يَصف لنا كيف لاحقَهُ الله في الكورة البعيدة حتى أرجعَهُ إليه، مُشبِّهًا نفسه بصيدٍ قد تعقَّبه الله واصطاده، إذ يقول: ”لقد هربت من وجه الله. كنت أذهب هاربًا منه من مكان إلى مكان. لكنني كنت أشعر بأنه يتعقبني بالليل والنهار، لدرجة أنني كنت أسمع وَقعْ خطواته وهو يسير ورائي، وأنا أجري أمامه ذاهبًا في البراري والقفار. نعم، لقد ذهبت إلى الكورة البعيدة، لكنه لم يفشل في البحث عني. لقد أتعبته كثيرًا، لكنه لم يستَرح حتى وجدني، وأرجعني إلى رعيته فَرِحًا بي، مسـرورًا بخلاصي“.

ج. أزوالد ساندرز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net