الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذي يكنزُ لنفسهِ
«فَقَالَ لَـهُ اللهُ: يَا غَبيُّ! هَذِهِ اللَّيلَةَ تطْلَبُ نفسُكَ مِنـكَ» ( لوقا 12: 20 )
في لوقا 18 يُعطي الرب يسوع تحذيرًا واضحًا من صعوبة دخول الأغنياء إلى ملكوت الله: «مَا أَعسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَموَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! لأَنَّ دُخُولَ جَمَلٍ مِن ثَقبِ إِبرَةٍ أَيسَـرُ مِن أَن يَدخُـلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا: فَمَن يَستَطِيعُ أَن يَخْلُصَ؟ فَقَالَ: «غَيرُ المُستَطَاعِ عِندَ النَّاسِ مُستَطَاعٌ عِندَ اللهِ» ( لو 18: 24 -27). فما سبب صعوبة خلاص الأغنياء؟! ذلك لأن قلوبهم وأفكارهم مُنحـصرة في الأشياء التي امتلكوها، وبالتالـي يتجاهلون احتياجاتهم الروحية العميقة.

وفي لوقا 12: 16-21 نقرأ عن هذا الغني الذي «أَخْصَبَت كُورَتُهُ»، فانشغَل بها، ولم يرَ الحقائق الأبدية. كان هذا الفلاح الغني يُفكِّر من جهة نفسه بخطط مُتسعة ونشيطة. ولكنه لم يتحقَّق ولم يضع في حساباته الحقائق الأبدية، ولم يَرَها بالقدر الذي رأى به حقوله ومخازنه.

«فَكَّرَ فِي نَفسِهِ» .. لقد انحصـرت أفكاره في عالمه الصغير.

«مَاذَا أَعمَلُ؟» .. كل شيء في حياته كان يدور حول ذاته، وكثيرًا ما تكلَّم، وكان مُنحصرًا في نفسه.

«لَيسَ لِي مَوضْعٌ أَجمَعُ فِيهِ أَثمَارِي». وهذا هو الشـيء الوحيد الذي كان يزعجه، إذ ليس له موضع لوضع ممتلكاته! لم يخطر على باله أنه لا مكان للآخرين عنده، وفوق هذا وذاك لم يكن لله موضع في أفكاره! وهذا ما قادَهُ في النهاية إلى خرابه ودماره.

«وَأَقُولُ لِنفسِي: يَا نَفسُ لَكِ خَيرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِستَرِيحِي وَكُلِي وَاشرَبِي وَافرَحِي!» .. لقد ظن أن كل شيء مستمر كما هو حادث الآن. ولم يتحقق أن الأبدية جاثمة أمامه، وأن واحدًا آخر هو الذي يُقرِّر اللحظة التي يترك فيها هذا المشهد. إنه لم يتيقن أنه يواجه الآن تلك اللحظة «أَقُولُ لِنَفسـِي: يَا نَفسُ ... كُلِي وَاشرَبِي وَافرَحِي!»؛ لقد خلَط ما لنفسه مع ما لجسده! إن نفوسنا لا تكتفِ بحق الأكل والشـرب والماديات، فهناك الاحتياجات الروحية العميقة التي لا يمكن أن يُشبعها غير الله وحده.

«فَقالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيلَةَ تُطلَبُ نَفسُكَ مِنكَ» .. إنها ليست لسنينٍ عديدة، ولا لسنة واحدة، ولا ليوم واحد آخر، بل تلك الليلة! وعندما تأتي هذه اللحظة في حياة الشخص فإن كل ممتلكاته الأرضية لا تُحسَب شيئًا. والشيء الوحيد الذي يُحسَب بحق هو: أ نحن أغنياء لله؟

مايكل فوجلسانج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net