الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف كرمز للمسيح
«بَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسمَاعِيلِيِّينَ بِعِشرِينَ مِنَ الفِضَّةِ» ( تكوين 37: 28 )
ربَّما كان يوسف أوضَح الرموز للمسيح في العهد القديم. ففي تكوين 37 نراه محبوبًا من أبيه، مكروهًا ومُبغَضًا من إخوته بلا سبب، وهو في هذا مثال للمسيح، محبوب الآب والذي أبغضه شعبه بلا سبب. وفي الأصحاح نفسه نجد كيف باعَهُ يهوذا وإخوته للأُمم، وفي هذا هو أيضًا رمز للمسيح الذي باعه يهوذا لقادة الأُمَّة، وسلَّمه قادة أُمَّته للأُمم.

وفي تكوين 39 نراه مُفتَرى عليه ظلمًا، فلم ينبس ببنت شفة، ولم يحاول تبرير نفسه، وأُدخل السجن ظلمًا، وهو في هذا أيضًا رمز للمسيح الذي حُكم عليه بالصلب ظلمًا، ولكنه لم يحاول الدِّفاع عن نفسه «ظُلِمَ... وَلَم يَفتح فَاهُ» ( إش 53: 7 ).

ونراه في تكوين 40 في بيت السجـن ومعه مُذنبان، والمسيح صُلب فوق الصليب مع مُذنبيـن، والعجيب أنَّ واحدًا من المُذنبين اللذين كانا مع يوسف خَلص، والآخر هلَك؛ وفي هذا ينطبق الرمز على المرموز إليه بصورة عجيبة، فواحد من المُذنبين اللذين صُلبا إلى جوار المسيح خلص، والآخر هلك (لو 23)!

وفي تكوين 41 نرى انتقال يوسف الفجائي من السجن إلى العرش، صورة للمسيح الذي أُصعد من جُب الهلاك، وقام من القبر، وصعد فوق جميع السماوات، وجلس على عرش الآب ( أع 2: 22 -36). ثم نجد يوسف وقد أصبح الوسيلة الوحيدة للخلاص، وفي هذا أيضًا هو صورة للمسيح الذي ليس بأحد غيره الخلاص ( أع 4: 12 )، فالمسيح بعد الموت والقيامة رفَّعه الله رئيسًا ومُخلِّصًا ( أع 5: 31 ). وكما ركَعت كل رُكبة في أرض مصـر ليوسف، هكذا أيضًا ستجثو باسم المسيح كلّ الرُّكب ( في 2: 10 ).

ثمَّ في تكوين 43- 45 بعد أن صار يوسف بَرَكة لكلّ أرض مصـر، نرى كيف أنَّ إخوته أتوا إليه أخيرًا، وسجدوا له، كما حدَّدت أحلامه قبل سنواتٍ كثيرة، وهو قَبِلهم وأحيَاهم، ولكن هذا تمَّ بعد أن أجازهم في ضيقة شديدة ومُذِلَّة، وحبَسهم في السجن. وهو في كل هذا أيضًا رمز للمسيح الذي سيَقبَل شعبه الأرضي في المستقبل، بعد إدخالهم الضيقة العظيمة، والتي من خلالها سيقودهم للتوبة، كقول زكريا النَّبي: «وَأُفِيضُ عَلَى بَيتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيهِ كَمَن هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكرِهِ ... فِي ذَلِكَ اليَوْمِ يَكُونُ يَنبُوعٌ مَفتُوحًا لِبَيتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلخَطِيَّةِ وَلِلنَجَاسَةِ» ( زك 12: 10 ؛ 13: 1).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net