الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في الصُّبحِ باكرًا جدًا
«فِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جدًّا ... مَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُناكَ» ( مرقس 1: 35 )
إذا كان الآلاف من قديسـي الله، المُثقلين بالأحمال والأنين وحمل الهموم وما أشبه ممَّا يكتم نور الله فيهم، فكم نوَّد أن ينهَضوا ويحيوا، وأن يرفعوا رؤوسهم بانتصار، ليُغنُّوا بدلاً من أن يئنوا. ولن يتأتى ذلك إلا بإدراك هذه الحقيقة العظيمة؛ لقد نهض الرب قبل أن تقوم أعوازهم، وعلِم بها قبل أن تثور لتربكهم وتُحيِّرهم أثناء النهار. لا ينبغي أن يكون ذلك محض مادة إيمانهم الذي يقبلون به على مضض، بل هو اقتناع عميق في أغوار النفس، والذي يدفعهم بدوره إلى طرح كل أثقال اليوم في باكورته على الرب، وأن يلقوا بهمهم عليه.

ولا يُساورني أدنى شك بأنني ألتزم الصواب هنا، عندما أحضّكم على اتِّباع هذه الحقيقة العظيمة، المباركة، المُشجعة، المُسالمة. قرائي الأعزاء: احتياجاتكم غير خافية عن الرب. إنها قد تدهشكم ولكنها أبدًا لا تُفاجئه. إنني أنادي لكم بالمسيح كُلِّي الكفاية؛ مستعد، وقادر، وراغب في معونتكم. إنه يقوم في الصبح باكرًا جدًا، قبل أن تبدأ تواجهكم متاعب النهار. إنني أحث كل قارئ أن يقرأ هذه الكلمات لنفسه، دون تطبيقها على آخر؛ يقرأها كما هي رسالة شخصية خاصة موجَّهة له وحده دون غيره، وليَقُل لنفسه: ”هذا الحِمل الذي نمَا وثقل وضغط على كاهلي، كان معروفًا لدى الرب قبل أن أشعر بوجوده، ولقد نهض الرب قبله. ولئن كان لن يزيله، فهو يحملني عبر الظرف الصعب لأجتازه. وإنني أتوجه إليه – له كل المجد – وأطرح عند قدميه كل ما يُثقل منكبي، لأنني – أنا وثقلي – غرض اهتمامه العميق الشخصي والخاص“.

إنه لأمر عجيب أن ندنو قُربًا إليه، وبين جوانحنا هذا الفهم: إنه قبل أن أستيقظ في الصباح، فقد سبقني الرب، وكنت موضوع مشغوليته؛ كان يُفكر فيَّ، وينتظر صيحة استيقاظي بكل لهفة. إن هذا ليملأ النفس بالرهبة، وبالعرفان والشكر؛ أما الرهبة فلأجل ما هو عليه. أما العرفان فلأجل كل ما هو لأجلي.

هل هذه نظرة أنانية إلى الأشياء؟ فقط إذا نظرنا إلى الأمور من هذه الوجهة، سنتقدَّم على طريق الخلاص من الأنا والأنانية. فالرب هو الذي يُخلِّص؛ النعمة التي فيه، والتي تنهمر من علو مجده إلى أعماق أعوازنا، فيها كل الكفاية. إنه هو نفسه وكفايته الفائقة، التي ترفعنا من أنانيتنا، وتُطلقنا أحرارًا لِنُسبِحه، ولنعيش حياتنا يومًا فيومًا دون تذمر أو شكوى.

ج. ت. ماوسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net