الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبوب الآب
«اَلاِبنُ الوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خبَّرَ» ( يوحنا 1: 18 )
محبوب الآب: لقبٌ لأسرار اللاهوت حاملٌ، ولأمجاد الناسوت أساس. عليه تأسس الخلق والفداء. فالحب ممتد من قلب الآب، بلا معوقات، للَّذة حضنه. وما أقواه فيضانَ محبة الآب غامرًا إيَّاك، يا ابن الله، بالمحبة الأبوية، شاملاً لك بالكُليَّة؛ فنسمعك هاتفًا: «أَنِّي فِي الآبِ» ( يو 14: 11 ). وما أكفأك، أنت أقنوم الابن المبارك، مستوعبًا، ومستودعًا، ومُعبرًا تعبيرًا كاملاً، عن كل فيضان الحب الأبوي هذا! ولكن ما أجوَدك بالأكثر في محبتك الإيجابية الغامرة لأبيك، والشاملة إيَّاه بالكُلية! حتى تُعلن لنا «وَالآبَ فِيَّ» ( يو 14: 11 ). ما أمجده تميُّزًا دون أدنى انفصال للأقانيم الإلهية.

محبوب الآب: ما أقدسها المحبة بين أقانيم الذات الإلهية! رابطة نورانية، وعاطفة حقيقية، وجوهـرًا وملئًا ومجدًا للاهوت، وطبيعة روحانية، وقوة جذب، ووجود سرمدي يا سيدي. فالله محبة.

محبوب الآب ومفديوه: وما أجوَدك محبوب الآب متجسدًا، راضيًا أن تُعلن ذاتك لنا، وتشع محبتك، لمساكين نعمتك! فلحافظي وصاياك، وعد؛ بزيارات نعمتك، واستشعار حضرتك، ولمحة حُبك «أُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي» ( يو 14: 21 ). وأما لحافظي كلامك (تلميحاتك)، فالآب معك آتيًا، للقلب مُطهرًا، وإيَّاه مُجهزًا، للمحبة ولأقانيم المحبة منزلاً. وما أجملك غير مُكتفٍ بهذه الزيارات القدسية، بل تفتح الباب لخلائقك للالتصاق بك «وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ» ( 1كو 6: 17 )، فتصير معك وفيك روحًا واحدًا، يا حب الله. فيشملنا دفء المحبة الإلهية، وجلال الحضـرة القدسية، مجدًا داخليًا، وخارجيًا. ووقتها تغمرنا محبتك الشاملة يا محبوب الآب. ونتذوَّق قليلاً من المحيط «وَأَنْتُمْ فِيَّ» ( يو 14: 20 ). وهنا تدفعنا المحبة، لنسعى ونركض لنمتلئ إلى كل ملء الله ( أف 3: 19 ). وتتذوَّق عظمة ما خططه، أبونا وإلهنا، يوم شاء أن نكون واحدًا في الآب والابن بالروح القدس.

محبوب الآب وخليقته: والحب سيدي طبيعتك الإلهية، وإلهنا كُلِّي الوجود، ويَحوي كل ما هو موجود. فمحبة الله للوجود كله غامرة، وله شاملة؛ ففيك خُلق الكل ( كو 1: 16 ). وطوبى لعيون قديسين ترى حُب اللاهوت لحظة بلحظة، أينما وجدت!

الحب مذهبي، رأس مالي وثروتي. لغة عائلتي (عائلة الله) وقوة صليبي. يا حب الله؛ إليك أطاطىء رأسي، حاملاً نيري عليَّ، ليحل عليَّ حُبك، ويفيض مني لشعبك، وللبشرية كلها يا حب الله.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net