الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طريق السعادة
«خِفَّةَ ضِيقَتِنـا الوَقتِيَّةَ تنشِئُ لَنا أَكثرَ فَأَكثرَ ثِقَلَ مَجدٍ أَبَدِيًّا» ( 2كورنثوس 4: 17 )
زار مرة أحد الأفاضل شابًا صديقًا له، وكان طريح الفراش، وقد قربت نهايته، فسأله: ”هل أنت سعيد يا بُني العزيز؟“ فكان الجواب: ”نعم سعيد جدًا“! ورفع ذلك الشاب يده وأشار إلى الكتاب المقدس الذي كان موضوعًا بجانبه، وكرَّر القول: ”نعم إني سعيد للغاية. إن لي المسيح في هذا الكتاب“. ثم وضع يده على قلبه وقال: ”ولي المسيح هنا“. ثم أشار إلى فوق حيث يوجد موضوع إيمانه وغرض محبته ومركز رجائه وقال: ”ولي المسيح أيضًا هناك“.

يا له من مصدر صحيح للسعادة! إنها سعادة تفوق بمراحل سعادة الملائكة الأطهار الذين لم يُخطئوا البتة، فالملائكة لا تعرف المسيح بالصورة التي كان يعرفه بها ذلك الشاب المُحتضـر. إنه لم يعرف شيئًا سواه، والمسيح وحده كان الكل في الكل له. المسيح الذي أحبه ومات لأجله فوق خشبة العار على مرأى من جميع الرياسات والسلاطين. إنه لم يكن في استطاعته أن يُنكر محبة ربه، حتى وإن كان على فراش المرض متألمًا بآلامه الفظيعة. وكيف كان يُمكنه ذلك والخليقة كلها شاهدة بمحبته؟

ربما يظهَر غريبًا للطبيعة البشـرية كيف أن شخصًا يُحب بهذا المقدار، يُعامِل أحباءه بهذه المعاملة، ويُجيزهم في أيام مُرَّة وليال سود مثل هذه، وهو الذي لمْسة من هُدب ثوبه استطاعت أن تستأصل أفظع الأمراض وأعضلها. هذه هي حيرة العقل البشري، ولكن الإيمان يقبل هذه الحالة، ولا يُريد تبديلها، إلا إذا شاءت الإرادة المقدسة المباركة فمنحت الشفاء.

إن الآنية التي ستحمل في السماء «ثِقَل مَجد أَبَدِي» لا بد أن تتهيأ هنا لحمل ذلك المجد إلى الأبد. علاوة على ذلك فإن الرب في محبته يستطيع أن يجعل أحباءه يَسمون فوق أتعابهم، ليس برفعها عنهم، ولكن بإعطائهم الإيمان الذي يقبل كل شيء من يد الله، ويعتمد في كل الظروف والأحوال على محبته غير المُتغيرة.

يقول الرسول بولس في 2تيموثاوس 4: 19 «وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكتهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا». ويقول في فيلبي2: 27 عن أبفرودتس «إِنَّهُ مَرِضَ قَرِيبًا مِنَ المَوتِ، لَكِنَّ اللهَ رَحِمَهُ. وَلَيسَ إِيَّاهُ وَحدَهُ بَل إِيَّايَ أَيضًا لِئَلاَّ يَكُونَ لِي حُزنٌ عَلَى حُزنٍ». ومع أن هذين الأخين كانا رفيقين للرسول بولس في تجواله وخدمته، لم يخطر على باله إجراء أي معجزة معهما، أو أن يتداخل في شفائهما، بل المسألة كلها كانت كما هي الآن مسألة إيمان وصبر.

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net