الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 ديسمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إله كل نعمة
«لأنَّ النامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النعْمَةُ وَالحَقُّ فَبِيَسُوعَ المَسِيحِ صَارَا» ( يوحنا 1: 17 )
لقد تجلَّت نعمة الله في الرب يسوع، وبه، ومن خلاله. وهذا لا يعني أن الله لم يُقدِّم نعمته لأي شخص قبل أن يتجسَّد ابنه، لكن النعمة والحق ظهرا بالتمام، وتمثلا تمامًا حين أتى الفادي لهذه الأرض، ومات على الصليب.

ولقد كان إعلان نعمة الله في الإنجيل، الذي كان لليهود ذَوي البرَّ الذاتي ”عثرة“، ولليونانيين المغرورين المُتفلسفين ”جهالة“. لأنه لا يوجد به أي شيء ليُشبع كبرياء الإنسان. إنه يُعلن أنه إن لم نخلُص بالنعمة، لا يُمكننا أن نخلُص على الإطلاق. إنه يُعلن أنه بدون المسيح، عطية نعمة الله التي لا يُنطَق بها، يكون حال كل إنسان يائسًا، غير قابل للإصلاح، وبلا أمل. يُخاطب الإنجيل البشـر بصفتهم مُجرمين مُذنبين، مُدانين وهالكين. إنه يُعلن أن أكثر الأخلاقيين عِفةً هو في نفس المأزق الذي لأكثر فاسق شهوانيّ؛ إن المُعلِّم الغيور، بكل مظَاهـره الدينية، ليس أفضل من أكثر الكفار دنسًا.

يرى الإنجيل كل واحد من بني آدم خاطئًا ساقطًا، مُلَوَّثًا، يستحق الجحيم، وبلا قوة. النعمة التي يُعلنها الإنجيل هي رجاؤه الوحيد. يقف الجميع أمام الله مُدانين كَمَن تَعَدُّوا على ناموسه المُقدَّس، كمجرمين مُدانين ومُذنبين؛ لا ينتظرون فقط النطق بالحكم عليهم، بل وأيضًا تنفيذ الحكم. إن أصَرَّ الخاطئ على العدل المَحض، فلا بد أن تكون بحيرة النار هي نصيبه الأبديّ. يَكمُن رجاؤه الوحيد في انحنائه أمام الحُكم الذي أصدرته عليه العدالة الإلهية، والمُطالبة ببِرِّها المُطلَق، وارتمائه على رحمة الله، وأن يمدَّ يديه الفارغتين ليأخذ نعمة الله التي أُعلِنت في الإنجيل.

والروح القدس هو مُوَصِّل النعمة، لذلك يُطلَق عليه ”روح النعمة“ ( زك 12: 10 ). والله الآب هو نبع النعمة. الله الابن هو القناة الوحيدة للنعمة. الإنجيل هو مَن يُعلن النعمة. الروح القدس هو مَن يمنحها؛ هو الذي يستخدم الإنجيل كقوة مُخَلِّصة للنفس، يوقظ المُختارين حين يكونوا أمواتًا روحيًا، يهزم إرادتهم المُتمرِّدة، يُذيب قلوبهم القاسية، يفتح عيونهم العمياء، يُطهرهم من برص الخطية. النعمة هي تدبير للبشـر الذين هم في شدة السقوط حتى إنهم لا يقدرون أن يرفعوا قضيب العدل. في شدة الفساد حتى إنهم لا يقدرون أن يُغيِّروا طبيعتهم. في شدة العداوة لله حتى إنهم لا يقدرون أن يرجعوا إليه. في شدة الصمم حتى إنهم لا يقدرون أن يسمعوه. وفي شدة الموت حتى إنه لا بد أن يقوم هو بنفسه، بفتح قبورهم وإقامتهم من الموت.

جي. إس. بيشوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net