الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 ديسمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمة الله والخاطئ
«أَيُّ إِنسَانٍ مِنكُمْ لَهُ مِئَةُ خرُوفٍ .. أَلاَ .. يَذهَبَ لأجلِ الضَّالِّ حَتى يَجدَهُ؟» ( لوقا 15: 4 )
إنجيل لوقا هو إنجيل النعمة. إنه يتحدَّث عن نعمة الله التي ظهرت لغير المُستحقين، لكي تُقدِّم الخلاص لجميع الناس ( تي 2: 11 ). لقد انسابت نعمة الله ورحمته لكل واحد وكل شخص يقبل الرب يسوع مُخلِّصًا شخصيًا. ويُمكننا أن نتخذ من أصحاح 19: 10 مفتاحًا للإنجيل «لأَنَّ ابنَ الإِنسَانِ قَد جَاءَ لِكَي يَطلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَد هَلَكَ».

وهناك بعض الأحداث التي تسجَّلت في هذا الإنجيل، وتُوَّضِح تلك النعمة. ويُرينا لوقا 15 - من جانب - الحالة الطبيعية للخاطئ، ومن جانب آخر تعاملات الله معه بالنعمة والمحبة. إنه لا يتحدَّث فقط عن الله الذي يبحث، بل كَمَن يُعطي، بل أيضًا عن فرحه برجوع الخاطئ. فإلهنا يفرح ويُسرّ بإظهار النعمة. وعندما نتأمل في مفاتيح عناصر هذا الأصحاح، فلا يجب أن ننسـى أنها تُخبرنا عن حالتنا الماضية، وكيف تعامَل الله معنا.

وأول ما نلاحظه في هذا الأصحاح أنه يتضمَّن مَثلاً واحدًا ذات ثلاثة أجزاء. والخيط الذي يجمع أجزاءه أن الله يطلب ويبحث عن الهالكين والأموات، حتى يجدهم، مُظهِرًا لهم نعمته. ونحتاج أن نُميِّز بين جانبين:

أولاً: نعمة الله: إنه يسعى وراء الخطاة ويقبلهم. وأمامنا أقانيم اللاهوت الثلاثة في أنشطة السعي والمحبة والبركة والفرح. ويتكلَّم الراعي عن الرب يسوع الذي جاء ليطلُب ويُخلِّص الضَّال. والمرأة تتكلَّم عن نشاط الروح القدس الذي يستخدم كلمة الله لكي يستحضـر الخاطئ إلى النور. والأب الذي كان يتطلَّع إلى رجوع ابنه، يتكلَّم عن الله الآب الذي يظل مُنتظرًا أولئك الراجعين إليه. ويتكلَّم الراعي عن المُثابرة الإلهية في السعي والبحث، والمرأة تتكلَّم عن الاجتهاد والصبر الإلهي، أما الآب فيُعلِن المحبة الإلهية والغفران.

ثانيًا: حالة الإنسان ومسؤوليته: يوَّضِح لنا هذا الأصحاح وضعنا كخطاة، وما يلزَم عمله لكي نَخلُص. كانت حالتنا يائسة، وكخراف كنا هالكين وبلا رجاء. وكدراهم كنا مفقودين بسبب جهالتنا. وكابن هارب كنا كذلك هالكين عن عَمد. فالخروف في خطر، والدرهـم في ظلمة، والابن في عوَز شديد وضغوط. هذه هي حالة الإنسان الطبيعية. إنه لا يُمكننا أن نُساهم بعمل أي شيء في أمر خلاصنا. والشـيء الوحيد المطلوب هو أن نتحوَّل إلى الله بالتوبة. والله يفعل كل شيء، وأما الخاطئ فيلزمه أن يتحوَّل إليه بالتوبة والإيمان.

أرنست أوجست
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net