الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 فبراير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاجتماع إلى داود
«وَاجتمَعَ إِليهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتضَايقٍ ... فَكَانَ عَلَيهِمْ رَئِيسًا» ( 1صموئيل 22: 2 )
القراءة المُتأنية للأصحاح الثاني عشـر من سفر أخبار الأيام الأول تُمكِّننا مِن ملاحظة أن هذا التعبير «إِلَى دَاوُدَ»، يتكرَّر سبع مرات (ع1، 8، 16، 19، 20، 22، 23). فسواء كان داود في ”صِقْلَغَ“ (ع1)، أو في ”الحِصْنِ فِي البَرِّيَّةِ“ (ع8)، أو في ”حَبْرُونَ“ (ع23)، كان هو الرأس والرئيس الذي إليه وحوله تجتمع خاصته.

وفي الواقع أن بداية التجمُّع «إِلَى دَاوُدَ» كان في ”مَغَارَةِ عَدُلَّامَ“. والاسم ”عَدُلَّامَ“ يعني ”راحة“ أو ”شهادة“. وطالما كان داود في بيت شاول، لم يكن هناك نداء يدعـو أي شخص إلى الانفصال إليه. لكن في اللحظة التي أخذ فيها داود المرفوض مكانه خارجًا، لم يستطع أحد أن يظل على الحياد فنقرأ: «وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتَضَايِقٍ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، وَكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفْسِ، فَكَانَ عَلَيْهِمْ رَئِيسًا». وهكذا حول داود اِلتفَّت جماعة، ربطت مصيرها بمصيره، وتألَّفت من رجال قادتهم ذات حالتهم إليه، وهم الآن يستمدُّون صفاتهم من قُربهم وولائهم لشخصه المحبوب. وبعيدًا عن شاول وعن كل ما ميَّز حُكمه، نسوا كل شيء عن بؤسهم وضيقهم وديونهم، واستطاعوا أن يستمتعوا بحلاوة الشركة التي لا يُعطلها شيء، مع الشخص الذي رغم أنه الآن مرفوض، إلا أنه بعد فترة لن تطول سيصعد إلى العرش، ويتقلَّد الصولجان، لمجد الله وفرح شعبه.

وإننا لنرى بوضوح في داود ورفقائه المُحتَقرين، صورة رائعة ورمز جميل للرب يسوع المرفوض والمُحتَقر، الذي يقبل ويُرحِّب بأولئك الذين يعرفون تعاستهم ومذلَّتهم، ويجدون فيه ملجأهم وقوَّتهم، والذين يُفضِّلون الشركة معه عن كل أفراح ومراكز ومكاسب الأرض. ويا له من تناقض مع أهل العالم الذين - نظير عبيد شاول - كانت كل امتيازاتهم وخيراتهم في هذه الحياة فقط! ( 2صم 22: 7 ). لقد جذب شخص داود إليه جماعة قليلة. وبينما غالبية الأُمة لم تكن تعتبره رئيسها، وكانت تتبع رجلاً من اختيارهم هم، فإن قليلين وجدوا في داود جاذبية خاصة، ”فَاجْتَمَعَوا إِلَيْهِ“، بمعنى أنه كان هدفهم الوحيد. ورغم أنهم من خلفيات مُتباينة، وعائلات شتى، بل وأسباط مختلفة، لكنهم توَّحدوا جميعًا، والسر في ذلك أنهم جعلوا داود رئيسًا عليهم.

أيها الأحباء: إن مكان الأمان الوحيد في زمن التشويش هو أن تكون مع المسيح المرفوض، كما قال داود لواحد تبعَهُ: «أَقِمْ مَعِي. لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِي يَطْلُبُ نَفْسـِي يَطْلُبُ نَفْسَكَ، وَلَكِنكَ عِنْدِي مَحْفُوظٌ» ( 1صم 22: 23 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net