الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 فبراير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موت الرَّبِّ
«كُـلَّمَا أَكَلْتمْ هَذا الخبْزَ وَشَرِبْتمْ هَذِهِ الكَأسَ، تخبِرُونَ بمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجيءَ» ( 1كورنثوس 11: 26 )
‏ ما أعظم التبايُن بين قلب الإنسان وقلب المسيح! إذ كان على وشك أن يُسلِّمَهُ أحد تلاميذه نراه يأخذ خبزًا، وبعد أن يشكر يكسر هذا الخبز ويقول لتلاميذه «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ» ( 1كو 11: 23 ، 24).

فالخبز إذن رمز لجسد الرب يسوع الذي بذلَهُ لأجل خاصته. وعندما نأكل هذا الخبز نذكر فادينا المحبوب، حسب قوله «اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي» ( 1كو 24: 11 ). ولنلاحظ جيدًا هذه الكلمة «لِذِكْرِي»، لأن ذلك يحفظنا من الوقوع في أخطاء كثيرة. فنحن نذكر شيئًا قد مضـي، أي أننا نستعيده لأذهاننا. فبأكلنا الخبز نتذكَّـر تلك الحقيقة المباركة أن الرب كان يومًا ما ميتًا. نذكره في موتهِ الذي قبلَهُ باختياره لمَّا حمَلَ خطايانا في جسده على الخشبة، لمَّا احتمل كل الغضب الذي كنا نستحقه نحن جزاء خطايانا، وبذلك مجَّد الله. إذن ما نذكره عند كسـر الخبز، ليس المسيح في حالته الحاضرة، بل المسيح لمَّا كان ميتًا لأجلنا. والكأس تُعلن أيضًا نفس الأمر «كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا ...، قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي» (ع25). فإذن الكأس التي نشـربها إنما هي رمز لدم المسيح. وهي كذلك تُعلن الموت، لأننا لا نستطيع أن نتفكّر في الدم الذي سال من الجسم إلا بالارتباط مع الموت.

والرسول يُنبِّر على هذه الحقيقة، أننا بأكل الخبز وشربنا الكأس نُخبر بموت الرب (ع26). ففي هذا العشاء المجيد نرجع بأفكارنا إلى الخلف، إلى المسيح المائت من أجلنا. نتناول ذاكرين في أعماق قلوبنا تلك الحقيقة المباركة أن الرب قد مات من أجل خطايانا، مات على الصليب، ودُفن في القبر. وتبارك اسمه، لم يحمل خطايانا فقط، بل أكثر من هذا، أنه جُعل خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه.

ذلك إذن هو الفكر الوحيد الذي يجب أن يكون مُتسلطًا على نفوسنا ونحن حول مائدة الرب. وإنه لفكر عظيم حقًا، لأنه بالروح القدس يمسّ قلوبنا ويجعلها تنحني سجودًا أمام الرب الذي نصنع ذكرى موته. إن الرسول يُرينا مَن هو الشخص المُبارك الذي مات. ولا يمكن أن نجد كلمتين تحويان معنى أسمى وأعمق ممَّا تَحويه هاتان الكلمتان «مَوْت الرَّبِّ». إن هذه العبارة تُرينا أن الذي مات هو الرب نفسه. حقًا كم تَحوي من محبة، ومن سمو في الغرض، ومن كمال في العمل، ومن بُعدٍ غير محدود في النتائج! إن الرب قد بذل نفسه لأجلنا وإننا في اجتماعنا حول مائدته، لنا هذا الامتياز العظيم أننا نُخبر بموته.

إدوارد دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net