يُحدِّثنـا سفر المزامير في أكثر من مناسبة عن المسيح باعتباره المَلك المَهوب، فيقول: «قُولُوا لِلَّهِ: مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ! مِنْ عِظَمِ قُوَّتِكَ تَتَمَلَّقُ لَكَ أَعْدَاؤُكَ. كُلُّ الأَرْضِ تَسْجُدُ لَكَ وَتُرَنِّمُ لَكَ. تُرَنِّمُ لاِسْمِكَ» ( مز 66: 3 ، 4).
وعندما يَملك المسيح مُلك البر والسَّلام، والذي ما كان مُلك سليمان إلاَّ مجرَّد رمز له، فإنَّه لن يكون هناك مُقاوِم ( 1مل 5: 4 ). وقبل أنْ يَملك فإنَّه سيُميت المنافق بنفخة شفتيه ( إش 11: 4 ؛ 2تس2: 8)، وسيُلقي الشيطان (الخصم الأكبر) في الهاوية ألف سنة ( رؤ 20: 1 -3)، وأعداؤه سوف يلحسون التراب، والباقون يتملَّقونه! فيقول في مزمور 72: 9 عن هذا المَلك المرهوب: «أَمَامَهُ تَجْثو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ». وأيضًا «تَجْعَلُنِي رَأْسًا لِلأُمَمِ. شَعْبٌ لَمْ أَعْرِفْهُ يَتَعَبَّدُ لِي. مِنْ سَمَاعِ الأُذُنِ يَسْمَعُونَ لِي. بَنُو الْغُرَبَاءِ (أي الذين ليست لهم علاقة حقيقيَّة به) يَتَذَلَّلُونَ لِي. بَنُو الْغُرَبَاءِ يَبْلُونَ وَيَزْحَفُونَ مِنْ حُصُونِهِمْ» ( مز 18: 43 - 45). ويقول عنه في المزمور الثاني: «اِسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ. تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ» ( مز 2: 8 ، 9). إنَّ هؤلاء المُتمرِّدين سيحطِّمهم المسيح تحطيمًا في يوم مُلكِهِ، ولن يمكن لواحد منهم أنْ يرفع الرأس. فحُكم ذلك المَلك المَهوب والمرهوب يُطاع لا يُطَوَّع! لذلك في مزمور 21 الذي يدور حول المسيح ومُلكه، يقول فيه المرنِّم: «تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. يَمِينُكَ تُصِيبُ كُلَّ مُبْغِضِيكَ»، ثمَّ يُختَم بالقول: «ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمُ وَنُنَغِّـمُ بِجَبَرُوتِكَ» ( مز 21: 8 ، 13).
ويُسمَّى المسيح في يوم قوَّته بأنَّه ”الفَاتِك“ ( مي 2: 13 ). وهو اسم يُعبِّر عن بطش ذلك المَلك، «الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا» ( رؤ 5: 5 ). والمسيح بعد صبر دام نحو ألفين من السنين، سيتقلَّد أخيرًا سيفه، ذلك الجبَّار، من أجل الحق والدَّعَة والبرّ، فتُريه يمينه مخاوف، نَبله المسنونة في قلب أعداء المَلك، شعوبٌ تحته يسقطون ( مز 45: 4 ، 5). إنَّ المسيح في مجيئه الأوَّل كان «كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ»، لكنَّه في مجيئه الثاني، عندما يأتي كالمَلك المُرهب، فإنَّه سيقول: «أَمَّا أَعْدَائِي، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي» ( لو 19: 27 ). ونحن من الجانب الواحد نُحبّ ظهور المسيح عندما تُرَّد له اعتبارات مجده، ومن الجانب الآخر نُناشد كل إنسان أن يهرب من الغضب الآتي.