الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نبع البرَكة الحقيقية
«وَبَارَكَ الرَّبُّ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ بَيْتِهِ»(٢صموئيل ٦: ١١)
إن قصد الله منذ البداية أن يُبارك الانسان. وبعد سقوط الإنسان ودخول الخطية، أصبح لا يستحق هذه البركة، ولكن ظلت مقاصد الله ثابتة من جهته. والنبع الوحيد لبركة الله للإنسان هو الرب يسوع. ولا بركة للإنسان بدون المسيح. هذا الأمر يُصوِّره لنا الروح القدس من خلال قصة ”عُوبِيد أَدُومَ الْجَتِّيِّ“ الذي أدخل الملك داود تابوت الرب الى بيتهِ (ع١٠). والتابوت هو واحد من أعظم الرموز التي تُشير إلى المسيح في تجسُّده من أجل خلاص الانسان وبركته الأبدية.

كانت نتيجة دخول التابوت إلى بيت عوبيد أن الرب باركَهُ. وهنا أيضًا نرى رمزًا بديعًا لِما يفعله الرب يسوع المسيح، حينما يدخل لحياة الإنسان. فيا لجمال وروعة هذا الرمز! وما هي البركة التى بارك بها الرب عُوبيد وأهل بيته؟ بكل تأكيد هي بركة زمنية أرضية، فربما كان عُوبيد مريضًا، فإذ به يجد نفسه مُعَافى، أو ربما كان يُعاني من ضيق ذات اليد، فأعطاه الرب من وَسَع، فلقد عمَّت البركة كل البيت من زوجة وأولاد وبقر وغنم وأرض ... إلخ. كان هذا في وقت الناموس حيث وعد الرب أتقياءه بخيرات وببركات زمنية، أما في زمان النعمة، فإن البركة أعظم بما لا يُقاس من البركات الزمنية، الأمر الذي لمع أمام بولس الرسول فهتف قائلاً: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أف١: ٣).

وإن كانت البركات الأرضية يُمكن قياسها وتقدير قيمتها، لكن البركات الروحية مَن يقدر أن يسبر غورها؟! وعلى سبيل المثال لا الحصر: بركة البنوية إذ قد دُعيَ المؤمنون بالرب يسوع أولاد الله (١يو٣: ١). وايضًا بركة الحياة الأبدية (يو٣: ٣٦). والحياة الأبدية تعني ذات صنف حياة الله. ولأن هذه البركات كانت في مقاصد الأزل، فكان ينبغي أن ينال المؤمن في الزمان بركة غفران الخطايا (أف١: ٧)، ويعوزونا الوقت لو تكلَّمنا عن بركة سكنى الروح القدس في المؤمن في الحاضر. وفي المستقبل سيدخل المؤمنون بيت الآب، ثم يُظهَرون مع المسيح في المجد ( كو 3: 4 ). فيا لها بركات في أمرها الكل يَحار!

ولكن لِمَ الحيرة وقد أعلن لنا الله كل هذا في كتابه «مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا» (١يو٥: ١٠). فطوبى لكل مَن صدَّق الله فصارت له كل بركات الله، بل وصار له الرب يسوع نصيبًا صالحًا ونبعًا للبركة الحقيقية!

حكيم حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net