الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حُزنُ العالم
«أمـا حُزْنُ الـعَـالَمِ فينشِئُ مَوتـًا» ( 2كورنثوس 7: 10 )
فتاة أيرلندية شابة، كان حبيبها مُناضل أيرلندي، حوكم في أثناء الاضطرابات بأيرلاندا، وأُدين، وحُكم عليه بتهمة الخيانة. لم تُشفَ المرأة الشابة أبدًا من هذه الضـربة. تُخبرنا القصة: أولَتها العائلات الغنية والمُتميزة كل أصناف الانشغال والتسالي لتبديد حزنها، وفصلها عن قصة حبها المأساوية. لكن ضاعت كل هذه المجهودات هباءً. هناك بعض الضـربات الكارثية تضـر النفس وتلهبها. تخترق إلى كرسي السعادة الحيوي، وتُدمره، بحيث يصبح غير صالح لزرع برعم أو زهرة فيه مرة ثانية. لم تعترض الفتاة أبدًا على التردُّد على مصادر اللذة، لكنها كانت وحيدة هناك بقدر وحدتها وهي بمفردها. لم يستطع أي شيء أن يشفي الحزن الصامـت المُفترس الذي دخل إلى عمق نفسها. ضاعت في انحدار بطيء ويائس، وغرقت في قبر، ضحية للقلب المكسور.

وبقدر كآبة هذا التقرير، بقدر صِدقه: «حُزْنُ الْعَالَمِ يُنْشِئُ مَوْتًا». كم كانت ستختلف قصة هذه الفتاة لو كان هناك أي شخص قريب ليقودها إلى المصدر الحقيقي للسلام والراحة! كانت تحتاج لأمر أعظم وأفضل وأكثر إسعادًا من الأمر الذي فقدته. وهذا ما يستطيع الله فقط أن يَهَبهُ. وهذا ما وهبَهُ لنا الله في المسيح. الشخص الذي وعد بالراحة لمَن يأتون إليه ( مت 11: 28 ): والذي تظل كلماته لامرأة فارغة القلب فعَّالة لأجلنا كما كانت لأجلها: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا» ( يو 4: 10 ).

إذا كنت قد عرفته؛ فمهما كان ألم القلب، سيتعزى؛ ومهما كان الكسر، سيُشفى؛ ومهما كان الفراغ، سيمتلئ. هو يعلم أنه – للأسف - قد يرفض القلب البشـري المسكين هذه الراحة، وقد يُفَضِّل الأمور الإنسانية وما يخاطب الطبيعة، وقد يذبل ويموت بفعل الخسارة التي تكبَّدها، مُفضلاً احتضان حزنه؛ لكن هذا في النهاية، إذا سُميَ باسمه الحقيقي، فهو صورة أخرى من الفساد الإنساني، لأنه يجعل الخليقة أمر أسمى من الخالق. ولكن هذا لا يُغَيِّر حقيقة أن المسيح كافٍ، حتى لو أُخذ منا كل شيء آخر. هو يستحق مشاعر قلوبنا، ويستطيع أن ينسجها ويضفرها حول شخصه الكريم، فقط إذا رغب القلب بذلك، حتى وإن كانت هذه المشاعر مُصابة وذابلة. إن خطية رفض التعزية قد تكون خاطئة بمقدار التمرُّد الصريح ضد حكومة الله. فهي تضع الخليقة فوق الخالق، كما أنها تفترض أن الرب ليس كافيًا.

واشنطن أيفرينج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net